من لي بوصفه يوما في محاكمة

من لي بوصفه يوما في محاكمة

مذ عزني القول تفصيلا وإجمالا

سارت به سفن الإحساس في مهج

توافة جررت بالتيه أذيالا

ساقوا ثلاثة أبطال فسيق لهم

شعب بأسره تكريما وإجلالا

كل يحاول أن تلقى جريمتهم

عليه أكرم بهم في الناس أبطالا

تفرق الجيش فيما بينهم جذعا

مستظهرا قضبا فيهم وأغلالا

وما تفرق جمع ليس يرهبه

شيء ولا خافض للرأس إذلالا

نادى الجميع ليحي الحزب والزعما

للّه حزبك قوالا وفعّالا

ألقى العميد على العصر الجديد يدا

فاقتاد من صحف الخضراء جوالا

واتنطق الحكم محي الدين فانتشرت

آذان ملتقط من فيه أمثالا

فشاهدوا الحر يلقي الدر منتظما

وشاهد الحر إعجابا وأقبالا

والتوأمان وما أدراك ما فعلا

في موقف الفضل ولتعجب بما قال

خصمان في الجرم كل يدعيه وقد

أضحى فخورا بدعواه ومختالا

والرابع الشهم مستاء لنبوته

من بين رهطه ما أزهاه رثبالا

والشاهدون على الأعمال مخجلة

ما كان أفظعها واللّه أعمالا

مما رويته عنهم في شهادتهم

شاهدت فيه من الأهوال تمثالا

هذا سجين ولا يدري له سببا

قضى السنين كما شاؤوه إهمالا

وذا نشيط وهذا الوصف بحرمه

حقا فألقت على الأفواه أقفالا

وذاك نسبته للحرب مانعة

ما كان يمنحه لو كان مخذالا

كل المشاريع أبقتها معطلة

لم تبغ إلا صعاليكا وجهالا

أدلى الشهود بما أدلوا وأيّدهم

ودق المحامين مذ قد سح سيالا

واستؤنف الحكم حيث الحاكمون قضوا

بما يزيد على ما قص بلبالا

وسحلته يد التاريخ مفخرة

تروى على الدهر أجيالا فأجيالا