يا ثابت الراي في الأعمال تجريها

يا ثابت الراي في الأعمال تجريها

عن حكمة بلغت أقصى أقاصيها

تستعمل الفكر نيراسا تسير به

فتستبين لك الأشيا فتأتيها

لك الدهاء سياسيا فلا عجب

وذلك الجد بدر في دياجيها

لقنتها في ديار الترك من صغر

حين الدراسة عن سلطانها فيها

أبدى انعطافا وإكراما خليفتنا

عبد الحميد وقل حاشاك تخفيها

ما زال خط يد الأستاذ ظافره

في ذاك يثبتها ذكرى ويعليها

يا آل عثمان لا ننسى الجميل لكم

أنتم أساس الهدى زدنا بكم تيها

أكسبتم الجد في الدارين مفخرة

ما كان يجمل أن تنسى أياديها

ترعى بنونا على الأحقاب عترتكم

في ذلك الفضل لا طول ينسيها

الحمد للّه إذ كانت ذوي نعمي

بيت الخلافة رب العرش يحميها

أخي وحارس بيتي سيدي وأبي

أبقاك ربي إلى الأبنا تراعيها

ما كنت أخشى عليها والكفيل أخي

بعد الإله وحاشا أن يبكّيها

في غيبتي وحضوري لا رعاية لي

منكم أوامرها منكم نواهيها

لا زلت فيها ولا زالت سعادتها

حتى نرى من بنينا ما يزكّيها

محمودنا اسما وأفعالا وعاقبة

لا شك أنك عالي النفس غاليها

برّي وبرّك بالآبا يبشّرنا

في كل آن نرى الآثار تبديها

فانظر لسجني وما لاقيت من شرف

فيه ونعمة ربي لست تحصيها

كانت بلادي وإخلاصي ليها سبب

تهتزّ من أجل إيقافي بأهليها

فلتحي تونس ولتبلغ مقاصدها

وليحي ناصرها وليحي منجيها