الطير

ما بالُ هذا الطيرِ كم غنّى غناءً نابياً

حتى ادلهَمَّ التيهُ وانكشفت من البيداء سوأتها

فعاد يمصُّ من ظمأٍ وريدَهْ

كم من يدٍ صبّتْ على آثارِهِ لحناً رمادياً

وكم بِكرٍ رأتْ يمناه قانيةً وشمَّتْ فيه رائحةً بليدَةْ

وارتهُ صهباءُ الرمال عن الرجالِ

وطوَّقَتْ بغبارها الذهبيِّ هامتَهُ وجِيدَهْ

يا أشعثاً عقرَ الطريقَ وشلَّ بادرةَ الخصوبَةِ

بعدما وهنتْ قوادمهُ وأضحى وردُهُ غِبّاً

وعَقَّتهُ الطريدَةْ

قال الذي مسّتهُ نارُ الصالحينَ:

“إذا رأيتَ البدرَ مكتملاً بأحداقِ النساءِ

وقامتِ الجوزاءُ بين النخلِ سافرةً

تدورُ الأرضُ دورتَها الجديدَةْ”