يأجوج ومأجوج

قُل للحكمةِ

أن تفقئ عينيها

قُل للشاعر

أن يتسكّع في طقس الهذيان

ليرى المعنى

خارج حوضِ المعنى

قُل للتربةِ

أن تنسى نعليها

وتسافرَ في ليلةِ عاشوراء

لم يقصِدْ فاس

ولم يقطف جرحاً من نهر طفولته

هذا الولعُ الفضّيّ بسرِّ الباء

يُعطيه فراشاتٍ

تتحدّرُ من ألفٍ

منشقًّ

لا

يهجُمُ

إلاّ في مسرح غبطته

شُعلاً

تتآزرُ فيها الفاء

نغماتٌ أو أصواتٌ سوف تفسّخُهُ ذرّات مفترساتٍ وحدتهُ

تتقمّصُ حفل زهيراتٍ تسرجُ للشّهداء مجالسهم بجنان

العدوةِ للشّعراء مساقط ماء

يتقاسمُهُ أطفالٌ ينجذبون لنهرِ

سبو

لغةً ودماء

تحلُمُ

لا

ستُصادفُ بُركاناً يتوالدُ في أعضائك ملتبساً بمياه تحرسُها

حشراتُ الرّوحِ لذلك لم تقتحم الطّعناتِ ولم يأخذك

وداعٌ مقترنٌ بمرافئَ صامتةٍ

كنتُ الصّبوةَ

كنتُ النّارنجَ

أطوّقُ نقشاً محتدماً بهدير الفُلكِ أخادعُ أستعصي

للّهب

الكونيّ انتبهت أسراري غُصناً غصناً يبتكرُ القمرُ الصّيفي

شقيقاً يقتادُ الرّغباتِ إلى أحلامي هذا طفلٌ سمّوْهُ ابن

حَبوسٍ يبحثُ عن ألوانِ فراشته ويوزّعُ أقوال الغنباز على

كلَّ جناحٍ يصعدُ أدراجَ سكونٍ يُملي آيةَ هجرته في شبه

غناءْ

وأنا الذي سافرتُ في ليلِ

القصيدةِ

وابتهاجِ المَحوْ

أدعو الخطوط لمجدِ هاويةٍ

لها الهذيانُ

والهذيانْ

فليسَ لغيرِ هذا اليُتمِ

تنشأُ في المسافاتِ الخبيئة

حيثُ البلادُ

تجاوبتْ في فاس

حيثُ دمُ الذين أتوْا

تدثّر بالنّخيلاتِ البعيدة

والأناشيدِ الوضيئةْ

ضحكٌ لشقوقِ الماء

ضحكٌ لمعادنَ تلمعُ فوق صدور نساءْ

لغةٌ

تتبطّنُ نخلتُها

وهج الأشياء

تعصاني وردتُهُ

أو تلك يمامتُهُ

تسكنُ أقصى الضّحكات

يزنّرُ جبهتَهُ

بزنابقَ مسْكرةٍ يتسلّقُ أشجار الخرّوبِ يداهم باب الحمراء

برائحةِ النّعناع يحصّنُ عائلةَ الموْتى بطيورِ العدوةِ حيثُ

سُلالةُ رائحتها

يتعقّبني

وأنا أرصدُ أشباحَ صباحٍ لا تتذكّرها الكلِماتْ

أعلنتُ لأحجاري تتويجَ صداقتها وسّعتُ

حصاري مكتملاً للمُدُن الخرساء تُسافرُ من

شُبّاكِ نجومٍ فارغةٍ وأنا مجّدتُ جلالتها

حاول أنْ

تخدشَ صمتَ قبابك ليلاً بعد الليل استمسك

ببعيدٍ ينحازُ إليكَ إذا المجذوبونَ اتّحدوا في

الفرحةِ غالبني ترجيعُ غياب

يا أيّتُها الفاءُ

الملفوفةُ بالدِّفْلى انجذبي لصلاة الأعضاء

الوثنيّة ليسَ الطّفلُ قديماً حتّى تنتمي الأحجار

إليه بلى يفدونَ عليه اللّيلة من شطحاتِ

المنتصرين بعقد دمٍ كالوردةِ فوق شقوقِ جباه

أو قمرٍ تتزوّجُهُ الحنّاءُ مرايا لابن حبوسٍ

تنهشُها الأوجاعُ دوائرُ من ريحٍ وسحابْ

فتياتٌ هنّ بقايا أندلسٍ يملين طواسينَ الجسدِ المصقول

خليج الشّهوةِ توليفَ الضّحكاتْ

لكنّ القرويّين قبائلُ نازلةٌ من صنعاء اليمن

احتضنوا صورَ الدِّمنِ

المملوكةِ للأشعار

فهل لك أن تتسلّقَ بُرجَ اللّيلة غزالتك الصّحراءُ

مفتوناً بين القمرِ البحري وآخرة هُنا تنشأُ فاسُ برابرة

الأحجارِ على طللٍ من مأربَ يهبونَ الوافد سلهاماً

فيك طفولةُ من ينساقُ من السّحب يفتتحُ الآفاقَ حروفاً

الزّرقاء فوانيسُ العرباتِ تضجّ بما تتحوّلُ أمداحاً تتفجّر

يتسرّبُ من صرخاتِ دمٍ يتصدّعُ في صحْنِ التاريخ

بين يديك الصّلصالُ وماءْ

يتذكّر فاتحةَ الطّوفانِ تواشيحٌ من هجّجَ صمتك يا

تترسّمُ محلولَ الصّخرِ اليمنيّ جدّي من ثبّت فيك

مراكبُ أعناب أنّى ظهرتْ تمنحُ هبوبَ كآبتك الأيّام

للعين خفاياها غبشٌ يتنفّسُ على كتفيك عصافير

أغصانَ الطّلح هنالك يجري سفناً مهدّدةً

تجري فوق الرّمل السّبتيّ إلى علِّمني

أسوارك فاسُ ريحَ المذبوحينَ

السّيدةُ المغمورةُ صهاريجُ لقبابٍ

بالحمّى أقفالٌ

بلقيسُ لفروجٍ أجسادٌ تعفُنُ

لها ابنتها الصّغرى في باب المحروقْ

أروَى

ألماءُ حدودُ الهُدْنَةِ

غبشٌ أطيبُ من رائحةٍ تتشبّهُ والفتنةِ من يستنجدُ

باستهلالِ الفتك مسافةُ رعدٍ حنّ بالآخرِ هذا قمرٌ يكتمُ

إليّ رخيماً ينشدُ لي هل كان له أن آياتِ إماء شيّعنَ

يجثوا أو يتدحرجَ كان له أن تنقاد الأنهار بزهرِ طفولتهنّ

الباءُ إلى الدّربوزِ تُشاهدَ وشماً في لهُنَ نواميسٌ أدغالُ

أحواضِ غبارٍ يا عدوى المُرعب غناء منحرفٍ إفريقيٍّ

أنتِ انبثقي من حضْن زيّانَ لا

مداراتٍ أبدياً لا تستسلِمُ لي

سيحرّضُ

علاّلُ الفاسيُّ عصابةَ طيرٍ يقتحمونَ عليّ

مناسكَ أعشابٍ تتهلهلُ فيها الأحوالُ الوثنيّةُ أمكنةٌ للبدءْ

حقولٌ آهلةٌ بالضّوء

تزوبعُ

ذاكرتي

وحَّدني بالهذيان

فوحّدَ

خاطبني بكريم اللّوعةِ

خاطب

طلّقْ

مقصورَة

هذا

الوَحَلِ

التبّريريِّ استسلم

لفضاء

لا تُفضي غيرُ

الرّغباتِ

إليهِ

و

اتبَعنِي