يا أحسن الناس لولا أن نائلها

يا أَحسَنَ الناسِ لَولا أَنَّ نائِلَها

قِدماً لِمَن يَبتَغي مَيسورَها عَسِرُ

وَإِنَّما دَلُّها سِحرٌ لِطالِبها

وَإِنَّما قَلبُها لِلمُشتَكي حَجَرُ

هَل تَذكُرينَ كَما لَم أَنسَ عَهدَكُم

وَقَد يَدومُ لِعَهدِ الخُلَّةِ الذِكَرُ

قولي وَرَكبُكِ قَد مالَت عَمائِمُهُم

وَقَد سَقاهُم بِكَأسِ السَكرَةِ السَفَرُ

يا لَيتَ أَنّي بِأَثوابي وَراحِلَتي

عَبدٌ لِأَهلِكِ هَذا العامُ مُؤتَجَرُ

وَقَد أَطَلتِ اِعتِلالاً دونَ حاجَتِنا

بِالحَجِّ أَمسِ فَهَذا الحِلُّ وَالنَفَرُ

ما بالُ وَأيُكِ إِذ عَهدي وَعَهدُكُمُ

إِلفانِ لَيسَ لَنا في الوُدِّ مُزدَجَرُ

فَكانَ حَظُّكَ مِنها نَظرَةً طَرَفَت

إِنسانَ عَينِكَ حَتّى ما بِها نَظَرُ

أَكُنتِ أَبخَلَ مَن كانَت مَواعِدُهُ

دَيناً إِلى أَجَلٍ يُرجى وَيُنتَظَرُ

وَقَد نَظَرتُ وَما أَلفَيتُ مِن أَحَدٍ

يَعتادُهُ الشَوقُ إِلّا بَدَؤَهُ النَظَرُ

أَبقَت شَجىً لَكَ لا يُنسى وَقادِحَةً

في اَسوَدِ القلبِ لَم يَشعُر بِهِ بَشَرُ

جِنِيَّةٌ أَو لَها جِنٌّ تُعَلِّمُها

رَميَ القُلوبِ بَقَوسٍ ما لَها وَتَرُ

تَجلو بِقادِمَتي وَرقاءَ عَن بَرَدٍ

حُوِّ المَفاخِرِ في أَطرافِها أُشُرُ

خَودٌ مُبَتَّلَةٌ رَيّا مَعاصِمُها

قَدرُ الثِيابِ فَلا طولٌ وَلا قِصَرُ

إِذا مَجاسِدُها اِغتالَت فَواضِلَها

مِنها رَوادِفُ فَعماتٌ وَمُؤتَزَرُ

إِن هَبَّت الريحُ حَنَّت في تَنَسُّمِها

كَما يُجاوِبُ عودَ القَينَةِ الوَتَرُ

بَيضاءُ تَعشو بِها الأَبصارُ إِن بَرَزَت

في الحَجِّ لَيلَةَ إِحدى عَشرَةَ القَمَرُ

إِلا رَسولٌ إِذا بانَت يُبَلِّغُها

عَنّا وَإِن تُمسِ تُؤلِف بَينَنا المِرَرُ

إِنّي بِآيَةِ وَجدٍ قَد ظَفِرتِ بِهِ

مِنّي وَلَم يَكُ في وَجدي بِكُم ظَفَرُ

قَتيلُ يَوم تَلاقَينا وَأَنَّ دَمي

عَنها وَعَمَّن أَجارَت مِن دَمي هَدَرُ

تَقضينَ فِيَّ وَلا أَقضي عَلَيكِ كَما

يَقضي المَليكُ عَلى المَملوكِ يُقتَسَرُ

إِن كانَ ذا قَدراً يُعطيكِ نافِلَةً

مَنّا وَيُعجِزُنا ما أَنصَفَ القَدَرُ