كم المقام وكم تعتافك العلل

كَم المَقامُ وَكَم تَعتافُكَ العِلَلُ

ماضاقَتِ الأَرضُ بِالفِتيانِ وَالسُبُلُ

إن كنتَ تعلمُ أنَّ الأرضَ واسعة

فيها لغيرك مرتاد ومرتحلُ

فَاِرحَل فَإِنَّ بِلادَ اللَهِ ما خُلِقَت

إِلّا لِيُسلَكَ مِنها السَهلُ وَالجَبَلُ

اللَهُ قَد عَوَّدَ الحُسنى فَما بَرَحَت

مِنهُ لَنا نِعَمٌ تَترى وَتَتَّصِلُ

إِن ضاقَ لي بَلَدٌ يَمَّمتُ لي بَلَداً

وَإِن نَبا مَنزِلٌ بي كانَ لي بَدَلُ

وَإِن تَغَيَّرَ لي عَن وُدِّهِ رَجُلٌ

أُصفى المَوَدَّةَ لي مِن بَعدِهِ رَجُلُ

لَم يَقطَعِ اللَهُ لي مِن صاحِبٍ أَمَلاً

إِلّا تَجَدَّدَ لي مِن صاحِبٍ أَمَلُ

يُمسي وَيُصبِحُ بي عُمرٌ أُدافِعُهُ

بِرِزقِ رَبِّيَ حَتّى يَنفَذَ الأَجَلُ

لا تمتهن أبداً خدّيكَ من طمعٍ

فما لوجهك نورٌ حين يبتذلُ

وابغ المكاسبَ من أزكى مطالبها

من حيث تحمدُ حتى ينفدّ الأجلُ