الشوق الأخير

فى مشاعرى

تمازج البحار والسهول والقمم

وفى دواخلى يسافر النغم

الى غياهب السماء فى مدينة العدم

اليك يا رفيقتى

تودّد النهار و ابتسم

و هام فى الطريق وجده و لم يدم

توجعى و آهة القطار

حين تستظل فى حوائط الألم

فها هو المدى بكفك اليمين

أجج الحنين فى صعوده اليك

من قواقع الجنون لاتكاءة الوهم

خطاك يا صحيفة التكون الحديث

اغنيات من يشق من غباره تهجدى

بمسجد الحياة فى خناجر السأم

و أحمل الوفاء فى كتاب قصة الزمان

مشعلاً وهم

اذا اتيت بالسكون يبحث الأمان

فى مضاجع الزخم

ويحمل الصمود فى ابتداعه قلم

ويكتب الرحال مخرجا

من الغيوم فوق جرحه القديم

حين نام والتأم

اكون من اكون فالحريق قصة

من الشعور تستكين فى تسامحى

وتنقش الأنين فى ترقبى وشم

خطاك يا حبيبتى بعيدة

عن احتواء دربى الطويل

فالمداخل الجريئة الوثوب لم تقم

و أننا و إن توحدت عيون شوقنا

فلا مفر من فراق همنا

ليصبح الصفاء فى وجودنا عشم

عليك ابتغى

توارد القصائد التى تشبعت

بعشقى السحيق فى القدم

ولست نادما

على اتكاء صمتك الأخير

لست غاضبا

من الخروج من دواخل العبير

واعلمى

بأننى الوحيد فى طريقه

تحطّم الندم

لكننى اخاف من تعلقى

ومقصد البكاء غاب عن شواردى

مسافة من الزمان

وحدة بغابة النقاء

فى غيابه انسجم

اخاف ما أخاف من رجوعك

التقهقرى للوراء

حين غاب صدق غايتى

من احتقان قصة الوفاء بالسقم

و كيف انطوى بعزتى

و أدمع السماح لم تزل

تشد صحوتى

الى شواطئ الضياع

فى ربوع من تحد و اقتحم

جسارتى و قوة الاباء فى اصالتى

فهيا يا تشتتا ألم

عارضا بأدمعى فناء و انهزم

و حينما جلست فى تأمل

اراقب الخواطر التى تدور فى أواخر الزحام

فى مسيرتى

لأجل ان يطل وعد ما اغتسلت

من دواره همم

علمت انها الحياة تحمل الأمان لحظة

ولحظة تفارق النِعم ..

وأننا لمقبلان فى مطافنا

بأنجم تهل فى أكفنا

فتقرأ المقاصد التى فى غيبنا

وتستجم ..

برؤية تقول فى اجتياحها

بأننا نهم

على تساقط الحنين أننا

بوهدة التشوق الجسور لم نقم

واننا مفارقان خطوة

تسير للوراء كل يوم ..

تأكدى حبيبتى بأننى بدأت عزلتى

لأجل ان تطيب مقلتيك من هواجس التُهم ..

واننى احاول الوثوب

من سحابك الوثير هاويا

بواقع الحياة كى انم

بصدرى الدخان فى انتشاره الطويل

حين حلمى الجميل هم

اقول انها الهموم يا حبيبتى

وانها الوساوس التى تشدنى

الى الخروج من تراجعى اليك

فى مداخل الرجوع يضطرم

لعلها الحروف قد تعودت

وداعى الذى يطل يا حبيبتى

اليك من منافذ الهرم

فها أنا مسافر

لبيتى القديم فامنعى

توسّلى اليك فى دواخلى

ففى ختام ما أقول كان فاصلى

وكان شوقى الأخير نازفاً

و جارفاً

و كان آخر البكاء من تردد الحنين

فى فراقك الأليم دم

كان آخر البكاء من تردد الحنين

فى فراقك الأليم دم.