خرج الرجاء

سالت دموع الغيب

من مقل الوداع القاتلة

فلتخرج الأحزان

تقفز من تلال الوهم

من سحب الهموم الهاطلة

سأقول للأيام وعدك لم يزل

قدراً تكوّن في ظلال الحلم

و استرخى

على كتف الشجون الراحلة

و أحب في عينيك صدق الخوف

من وله المخاطر

حين تستلقي بأجنحة الأمان الباسلة

و تهب في صحراء أوجاع الحقيقة

ذكريات حافلة

بمواقف النسيان ترجع

في ليالي الوجد

تسكن في دوار القافلة

و أنام قربك يا جدار الفصل

أستهوي خيال الوصل

من نعم الحشود الماثلة

لا هان بعدك انتماء الأصل للغفران

أو هزج الخرافة في دعاء السابلة

مضت السنون و هاهي الأيام

تطلع من ثياب الليل

تعصر أدمع الأشواق فجراً

قد تهادى في رباك فواصلا

مهلاً هنالك قد ختمت مواجعي

فاحمل ثيابك و ارتحل

ما كان عشقك غير غيم

قد تمدد لونه

في العمق حيناً ثم أصبح شاملا

قد كان في هذى المدينة توبتي

من كل أعصاب التوتر

و الورود الذابلة

قد كان في عذر الجوى

مرئية الشوق الموشح بالنوى

و غرابة الأحزان في خيلائها

تنمو على أرض بعقلك

لم تزل متداخلة

فادرك وداعي

إنها الأيام لم تشف المآسي

في تصورك الهلامي الرؤى

جيشاً ترامى في السماء جحافلا

أنا لا أخطط للهروب و إنما

دلف الخروج اليّ

من باب المحيط سوائلا

خرج الرجاء

و أنت أول من بنى

للريح باباً في السهول القاحلة

اذهب فقلبي ليس معتكفاً عليك

و لست أرجو من لدنك وسائلا

للصحو من غفو المواجع

و الرجوع ألي الحياة الآملة

في البدء كنت كوردة عذراء

لم تدرك بكاء النحل

حول رحيقها

و خطى الفراش

و كل دمعات الحنين الرافلة

و فجاءة

ظهرت براثنك التي مددتها

كثباً حوتك رمالها

في كل أغوار الصفات فصائلا

قد كان آخر ما نزعت به الخدوش

حديثي الملتف حول الأرض

يحصد في الدوائر قائلا

صوت الهوى الممزوج بالهذيان

يعتصر انغماسك و انغماسي

في الموانئ

سوف يسقط زائلا

و الآن أرجع لابتدار الصدق

للإخلاص

للعشق الخلاص

إليه أصعد نازلا

أبني دياري

في رياض النفس مجداً

دار من حول الأوان

مناطحاً و مطاولا

فابشر بحبٍ يا زماني

سوف يشرق في الحياة ربيعه

نهراً ندياً سابحاً

مسترسلاً فوق الحياة

حدائقاً و جداولا.