قولوا لهذا الرشا الهاجر

قولوا لهذا الرشإ الهاجر

إن دموعي جرحتْ ناظري

أبيتُ لا بدرَ الدجى مُسعدي

ولا أخوهُ في الكرى زائري

والليلُ في خطوةِ أقدامهِ

أبطأُ من تأميلي العاثرِ

وطائرُ البانِ على أيكهِ

مكتحل من نومي الطائرِ

وبي هوىً قامَ على مهجتي

ينفذُ أمرَ الملكِ الجائرِ

أطيعهُ في قتلِ نفسي وما

عليَّ إلا طاعةُ الأمرِ

من ام يكنْ مثلي فلا يدعي

حبَ ذاتِ النظرِ الفاترِ

أنا الذي أرسلَ ذكرَ الهوى

في الناسِ مثلَ المثلِ السائرِ

من معشرٍ نالوا العلى كابراً

تعزى لهُ العلياءُ عن كابرِ

حلوا ذرَى الفخرِ وما غيرهم

يسمو إلى الذروةِ من فاخرِ

فقل لهذي الأرضِ تزهى بنا

زهو السما بالفلكِ الدائرِ

إنَّا ليوثٌ شهدوا أنها

أشبالُ ذاكَ الأسدِ الكاسرِ

المفزعِ الدنيا بسمرِ القنا

والضاربِ الآفاقِ بالباترِ

والمحكمُ العدلَ كما شاءهُ

من باتَ يخشى بطشةَ القاهرِ

ما عابني أن قيلَ ذو صبوةٍ

أو قيلَ مجنونٌ بني عامرِ

والحبُّ أهدى لفؤادِ الفتى

من حاجةِ النفسِ إلى الخاطرِ

بحارُ عقلُ المرءِ فيهِ فهلْ

من حيلةٍ في عقلي الحائرِ

وبي مليحُ الدلِّ ذو طلعةٍ

تكمدُ وحه القمرِ الباهرِ

وافتْ إلي المكرماتُ التي

ليسَ لها غيري من شاعرِ

لو مرَّ بالظبياتِ لاستأنستْ

وجداً بمثلِ الرشإ النافرِ

ولو رأتهُ الأسدُ في غابها

رأتء مذلَّ الأسدِ الخادرِ

براهُ من صوَّرَهُ فتنةً

مهفهفاً كالغصنِ الناضرِ

يسومني الصبرُ وهل عاشقٌ

من لم تمتهُ لوعةُ الصابرِ

راحَ بنومي واصطباري معاً

يتيهُ تيهَ الملكِ الظافرِ

ومن اتقى اللهَ ولا يتقي

في مدمعي الملتطمِ الزاخرِ

يا مرهفَ الأعطافِ ماذا الذي

ترهفهُ من لحظكَ الساحرِ

سلبتني النومَ وضيعتهُ

فردَّ بعضَ النومِ للساهرِ

كم عاذلٍ فيكَ وكم عاذرٍ

وما على العاذلِ والعاذرِ

إنب امرؤٌ في نفسهِ عزةٌ

تجلُّهُ عن شيمةِ الغادرِ

إن قتلتني صبوتي فالهوى

أولُهُ يقتلُ في الآخرِ