لك أن تشا وعلي أن لا أجزعا

لكَ أن تشا وعليَّ أن لا أجزعا

وليَ الهوى وعليكَ أن تتمنعا

ما الحبُّ إلا أن تكونَ مملكاً

ونذلُ يا ملكَ القلوبِ ونخضعا

زعم الوشاةُ بأني لك صارمٌ

أوما رأيتَ لكل واشٍ مصرعا

ولو أن حبلَ هوايَ كان مقطعاً

ما باتَ قلبي في هواكَ مقطعا

غادرت عيني لو يفرقُ سهدُها

في الناسِ ما باتَ العواذلُ هُجَّعا

وأمنت أن هوى سواك فرعتني

حتى أمنت عليكَ أن تتوجعا

لا تمضِ في هذا الدلالِ فانما

أهوى دلالك أن يكونَ تصنعا

إني ليقتلني الصدودُ فكيفَ بي

وأرى صدودكَ والنوى اجتمعا معا

فسل الدجى عنيَ تنبئكَ الدجى

واسأل عن العينين هذي الأدمعا

وأصخ لشعري إن رحمتَ فلم يزلْ

شعري يحنُّ إليكَ حتى تسمعا

أمسى بحسنكَ مولعاً وخُلقتَ لا

تهوى الذي يمسي بحسنك مولعا

لو لم أزنهُ بمدحِ عبدِ المحسن

المولى لما باهى الدراري لمعا

ملكَ البيانَ ومن غدا في أهلهِ

فذُّ المشارقِ والمغاربِ أجمعا

نثروا على تاجِ الزمانِ قريضهُ

فغدا به تاجُ الزمانِ مرصَّعا

ولو أنَّ للعربِ الكرامِ عقودَهُ

ما عطلوا في البيتِ منها موضعا

يا كوكب الفلكِ الذي آياتهُ

تأبى على كل امرئ أن يطمعا

عدوا أكاسرة القريضِ ثلاثةً

ولقد أراهم أصبحوا بك أربعا

سلْ ذلكَ الغطريفَ ماذا يدعي

لو أدركتهُ مروِّعاتُكَ ما ادعى

أو ما تركتَ السابقينَ إذا جروا

ومشيتَ هوناً دونَ شأوكَ ظُلَّعا

ولقد أطاعتكَ الكواكبُ مثلما

كانت ذكاءُ وقد أطاعتْ يوشعا

وسطا على الشعرِ الزمانُ وغالهُ

فحفظتَ ما غالَ الزمانُ وضيعا

وأريتنا من سحرِ بابلَ أعيناً

تجري علينا البابلي مشعشعا

تركتُ فؤادَ الدهرِ يخفقُ صبوةً

وحنينُ أهلِ الخافقينِ مرجَّعا

فإذا تلوها أصغتِ الدنيا لها

حتى كأن لكل شيءٍ مسمعا

وسجعتَ في مصرٍ وملكُ الشعرِ في

مصرٍ إذا اشتقت العراقَ لتسجعا

ما زلتَ تذكرها الفراتَ ودجلةً

حتى بكى النيلُ السعيدُ وما وعى

فاجعلْ لمدحي من قبولكَ موضعاً

واجعل لشعري في بيانكَ منزعا

إني إذا أرهفتُ حدَّ يراعتي

لم تلقَ في الشعراءِ غيريَ مبدعا