نفرت والظباء ذات نفار

نفرتْ والظباءُ ذاتَ نفارِ

وتجنتْ عليهِ ذاتَ السوارِ

لم يكن يعرف الهوى فرآها

ورأى زهرة الهوى في الإزارِ

ورنتْ عينها إليهِ بأن لا

تتبعنا فمرَّ في الآثارِ

يتوارى عن العيونِ وإن لم

يكُ عن كاتبيهِ بالمتواري

ويدورُ الهوىبلحظيهِ ما بي

نَ يمينٍ تخوفاً ويسارِ

وهي تختالُ كالغصونِ إذ ما

لَ بهنَّ النسيمُ في الإسحارِ

أو مهاةِ النقا إذا رأتِ القا

نصَ لكنها بغيرِ انذعارِ

يحسبُ الناسُ طيبها نفسُ الصب

حِ على زهرةِ روضةٍ معطارِ

ويظنونها من الحورِ لولا الحو

رُ محجوبةٌ عن الإبصارِ

ويخالونَ وجهها قمرَ الأف

قِ على ما بأوجهِ الأقمارِ

ويقولونَ فتنةٌ قد برَّها اللَّ

هُ سبحانه فجلَّ الباري

خطرتْ تخطفُ القلوبَ وقد سلَّ

تْ سيوفاً من لحظها البتّارِ

في دلالٍ تجرُّ مثلَ الطواوي

سِ على عجبهنَّ فضلُ الإزارِ

والثرى كلُّهُ قلوبٌ ضعافٌ

خشيتْ صولةَ الهوى الجبارِ

والفتى يتبعُ الفتاةَ وقد أم

سى بما مسَّ قلبهُ غيرُ دارِ

ورأى قصرها فطارَ وطارتْ

وادعى وادعتْ حقوقَ الجوارِ

وأتتهُ يلوحُ في وجهها البش

رُ وحيتْ تحيةَ استبشارِ

ينثني خلفها من الخُرَّدِ العي

ن ِرياحينٌ طبنَ كالأزهارِ

هنَّ رباتُ كلِّ ذاتِ جمالٍ

ولها وحدها خلقنَ جواري

فنشرنَ الكؤوسَ وانبعثَ الله

و وقامتْ قيامةُ الأوتارِ

وحكى صوتهنَّ أصواتَ داو

دَ فهبتْ سواجعُ الأطيارِ

وتراخى الظلامُ فانفجرَ الصبحُ

وسالتْ ذكاءُ سيلَ النضارِ

وبكى الغيدُ رحمةً لفتاهنَّ

ولكن بمدمعٍ غيرَ جاري

ثمَّ ودَّعنهُ فقامَ حزيناً

ينثني بينَ ذلّةِ وانكسارِ

ولو أنَّ الهوى يمسُّ قلوبَ الأُس

دِ ذلتْ نفوسُ تلكَ الضواري

لا وذاتِ السوارِ ما نقضَ العهدَ

ولا خانهُ لا وذاتِ السوارِ

صانَ أسرارها وباحتْ بما في

صدرها من ودائعِ الأسرارِ

وأصاختْ إلى الوشاةِ فلجتْ

في التجني ولجَّ في الاعتذارِ

واستعارَ الزمانُ ايامَ ذاكَ الأُ

نسِ والدهرُ لا يردُ العواري

ونأتْ دارها فباتَ بلا قلبٍ

ولا مسعدٌ سوى التذكارِ

وجنونُ المحبِّ يومَ تراهُ

في ديارٍ وقلبهُ في ديارِ