أنا في المحبة قد أطبت غراسي

أَنا في المَحَبَّةِ قَد أَطَبت غِراسي

وَبِها البُعادُ لَقَد أَضاعَ حَواسي

يا مَن لَماهُ يَفوقُ بِنتَ الكاسِ

قَسَماً بِأَهيفِ قدِّك الميّاسِ

وَورودِ خدِّكَ والعِذارِ الآسي

وَجَبينكَ الحاوي المَحاسِنَ وَالبها

وَهَواكَ إذ عنه المتيَّم ما لها

ولِحاظِك اللّاتي تَصيدُ بِها المَها

وَجمالِكَ الفتّانِ أَرباب النّهى

ما أَنتَ إِلّا فِتنَةٌ لِلنّاسِ

خَلّوا العَواذِلَ في الغَرامِ تعيبُني

وَلَظى الصبابةِ في هَواهُ يذيبني

يا مَنْ بأسهُمِ مُقلتَيْهِ يُصيبُني

أَشكو إِلَيكَ صَبابَتي فَتُجيبُني

مُتْ في المحبّةِ خامِدَ الأنفاسِ

أَنا مُغرَمٌ صارَ التّصابي فنَّهُ

وَغدَوتُ مَملوكَ الحبيبِ وقِنَّهُ

أَتَصدُّني يا ذا المملّك واِبنَه

وتقولُ أفَلا علمتَ بأَنَّهُ

مِن حبِّ أَولادِ المُلوكِ يُقاسي

كَيفَ الخَلاصُ مِنَ العَذولِ وعَذلِهِ

مَنْ ذا يُدِلُّ على الحَبيبِ وَوَصلِهِ

أَفَلا تَرى متغرِّباً عن أهلِهِ

يا مَنْ رضيتُ تغرُّبي من أجلِهِ

لِيَرِقَّ لي منهُ الفُوادُ القاسي

القَلبُ بين تقطُّعٍ وَتَفتُّتِ

وَالحبّ لَيسَ معاملاً لي بالّتي

يا هاجِري والهَجرُ فيه مَنِيَّتي

جُدْ بالوِصالِ فقد أطلْتُ تشتُّتي

وفِراقَ أَوطاني وَبُعدَ أُناسي