أهيم وما قلبي من البين خائف

أَهيمُ وَما قَلبي مِنَ البينِ خائِف

وَأَينَ فُؤادُ الصبِّ وَالحبِّ خاطِفُ

وَأَصبو غَراماً بِالهَوى وَصَبابَةً

وَأَلهو وَما مِنّي الدّموعُ ذَوارِفُ

وَكَيفَ بُكائي وَالهَوى فَرح الفَتى

وَطرف أَخي الأَفراحِ بِالدّمعِ ناشِفُ

وَأَشتاقُ لِلغَيداءِ وَهيَ بِمُهجَتي

وَإِنّي عَلى التّهيامِ فيها لَعاكِفُ

أَقامَت بِأَحشائي وَعَيني وَمَسمَعي

فَهَل أَنا دارٍ مَنْ سِواها وَعارفُ

وَلا عُضوَ إِلّا وَهيَ فيهِ حياتهُ

وَكُلٌّ بِها المشغوف وَالحبُّ شاغِفُ

فَلا صَبرَ لي عَنها حُضوراً وَغَيبَةً

وَيا وَيحَ قَلبي إِنّ صَبريَ تالِفُ

فَتاةُ جَمالٍ وَالجَمالُ جَمالها

لَدَيها ذواتُ الحُسنِ طرّاً وَصائفُ

فَصِفها بِأَسنى الحُسنِ في وَصفِ حسنِها

وَهَيهات ذاكَ الحُسن يُحصيهِ واصِفُ

وَتِلكَ اِزدَرت بِالشّمسِ وَالبدر طالعاً

وَإِن تبدُ غابَ البدرُ وَالبدرُ كاسِفُ

جَرحت لَطيفَ الخَدِّ مِنها تَخيُّلاً

فَبانَ سَنا بَرق لِطرفِيَ خاطفُ

فَأَدمَت فُؤادي لِلقصاصِ بِلَحظِها

وَمِن دَمِ قَلبي اِحمَرَّ إِذ هوَ راشفُ

بِروحي الّتي كَالخيزرانِ قَوامها

وَمِنها بِميسِ الغصنِ تُزري المَعاطِفُ

وَعَنها الصَّبا تَروي طَرائف لطفِها

وَعَن صالِح وَاللَّهِ تُروى اللَّطائِفُ

أَخو الفَضلِ ربّ الحذقِ خِدن بَلاغَةٍ

فَصيحُ لِسانٍ مِنهُ تُجنى الطّرائِفُ

أَبو النّظمِ ثمّ النّثرِ درّاً وَجَوهَراً

بِسِحرِ بَيانٍ عِندهُ الحُسنُ واقِفُ

عُقودُ لآلٍ مِن ثَمينِ جَواهِرٍ

أَساليبُها غُرٌّ حِسان ظَرائفُ

عَلى حُسنِها أَهلُ البَلاغَةِ أَجمَعوا

وَما أَحدٌ مِنهم لِذاكَ مخالفُ

نَبيهٌ فَقيهُ النّفسِ في فَرطِ فِطنة

بِفَهمٍ إِلَيه الدّهرَ تجبى المَعارِفُ

إِلَيّ لَقَد أَهدى رَداحاً بِفَضلِها

يقرّ أَخو فَضل خَبير وَعارفُ

عَروس قَريض وَهيَ بكرُ خريدَةٍ

بِخدر اِنسِجامٍ لَيسَ يَدريهِ واصفُ

فَلا فضّ فاها لا ولا خينَ فكرة

وَإِنّ الّذي يَشنوه في الدَّهرِ تالفُ

وَدامَ بِحِفظِ اللَّهِ في خصبِ عِيشةٍ

وَحِيكَت لَهُ بِالمَجدِ عزّاً مطارفُ

مَدى الدّهرِ وَالأيّامِ ما هَبَّ شَمْأَلٌ

وَما حَرَّك الأَغصان في الرّوضِ عاصفُ

وَما صَدَحت وَرقاءُ في غُصنِ أَيكَةٍ

وَما هَتَفت في الدّهرِ يَوماً هواتِفُ