إن حبي أغيد

إِنّ حِبّي أَغيدُ

وَهوَ غُصنٌ أَملدُ

مِثلَ سَيفٍ لَحظُه

لِلمَنايا يورِدُ

وَبِلا قَتلٍ إِذا

سَلَّه لا يغمدُ

خَدُّهُ وَردُ الرُّبى

مِنهُ تَحيا الأكبدُ

فَوقَهُ مِن عَنبَرٍ

نقطةٌ لا تجحَدُ

تِلكَ مِسكٌ أَذفرُ

وَهيَ خالٌ أَسودُ

ريقُهُ شهدٌ حَلا

ذائِقوهُ يَشهدوا

رَشفُهُ يَشفي الحَشا

مِن سقامٍ توجدُ

وَلِقَلبي لِلشّفا

طابَ مِنهُ المَورِدُ

شَمسُ حُسنٍ أَشرَقَت

فَهوَ حُسناً مفرَدُ

لا تَلُمني عاذِلي

لَيسَ لَومي يُحمدُ

إِنّ لَومي في الهَوى

لِضَلالي يُرْشدُ

يا حَبيبي إِنّني

لَكَئيبٌ مكمدُ

في غَرامي هائِمٌ

عَنكَ ناءٍ مُبعدُ

لَيسَ يَدري ما الكَرى

طولَ لَيلي أَسهدُ

نارُ قَلبي ما لَها

غَيرَ وَصلي مخمدُ

كُلّما زادَ النّوى

في فُؤادي توقدُ

إِنْ تَصِلني في الهَوى

فَبِوَصلي أَسعَدُ

أَو تَسُمْني بِالجَفا

فَحَياتي أَفقدُ

أَيّها الشّمسُ الّذي

مِنهُ يَخفى الفَرقَدُ

وَجهُهُ الزّاهي اِزدَرى

كلَّ بَدرٍ يوجَدُ

حَيثُ في أَسمى البها

لَكَ كانَ المَولِدُ

فيهِ لِلحُسنِ اِغتَدى

دَولَةً لا تجحدُ

فَلَها أَهلُ البَها

وَالغَواني أَعبُدُ

دامَ فيها لِلبَها

مَجدُهُ وَالسّؤددُ

ما بُدورٌ قَد بَدَت

وَالغَزال الأغيَدُ