السعد وافى وهذا اليوم مسعود

السَّعدُ وافى وَهَذا اليوم مَسعودُ

وَالدّهرُ صافى فَلا تَكدير مَوجودُ

وَالبِشْرُ جاءَ وَعِقدُ الأُنسِ في فَرحٍ

مِن جَوهَرِ الصفوِ مَنظومٌ وَمَنضودُ

وَغَرَّد الوُرقُ في دَوحِ الهَنا طَرباً

وَقَد حَلا بِالهَنا لِلوُرْق تغريدُ

وَقامَ مِنها خَطيبٌ ناحَ أَسكَرَنا

فَخَرَّس العودَ حتّى اِستُحقِرَ العودُ

وَاِمتدَّ بِالفَرَحِ العَيشُ الرّغيدُ لَنا

وَأَرغَدُ العَيش بِالأَفراحِ مَعضودُ

فَاليوم يَومُ سُرورٍ فيهِ كانَ لَهُ

عيدٌ وَأَحبِبْ لَدَينا أَنّه العيدُ

تَوَلَّد البدرُ فيهِ وَهوَ مُتشحٌ

بِحلَّةٍ نورُها في الكَونِ مَمدودُ

وَلاحَ مِن أَبرُجِ العَلياءِ في شَرَفٍ

في قُبّةِ المَجدِ عِزّاً وَهوَ مَسعودُ

أَبوهُ بَينَ الوَرى شَمسُ الوِزارَةِ لا

غابَت وَطالَ لَها في الدَّهرِ تَخليدُ

الضّيغَمُ البطلُ المَيمونُ طائِرُه

لَيِثُ العَرينَةِ صَمصامٌ وصِنديدُ

رَبُّ العَوالي وَربّ السّيفِ مُنفَرِداً

راياتُهُ الحَمدُ فيها النَّصرُ مَعقودُ

كَهفُ العُفاةِ وَللقُصّادِ كَعبَتُهم

فَلِلمَقاصِدِ مَحجوجٌ وَمَقصودُ

وَحاتَمُ الجودِ هطّالُ المَكارِمِ من

مِنّا بِمَعروفِهِ قَد طُوِّقَ الجيدُ

حاوي المَعالي عَريضُ الجاهِ وَالسّعدِ

في حُسنِ رَأيٍ لَقَد آخاهُ تَسديدُ

في طيبِ نَفسٍ بِحُسنِ الخُلقِ في أَدَبٍ

عَلى وَقارٍ لَهُ بِالحِلمِ تَقييدُ

يا ذا الوَزيرِ أَبا العلياءِ في كَرَمٍ

بُشراك هَذا غُلامٌ مِنكَ مَحمودُ

ذا نِعمَةٍ عَظُمَت مَنَّ الكريمُ بِها

فَحَقَّ مِنَّا لَهُ شُكرٌ وَتَحميدُ

سَمّيتَه يا سُليمانَ الزّمانِ لَنا

بِاِسمِ الخَليلِ الّذي مِن طَبعِهِ الجودُ

يَحيا سَعيداً وَيُحبى الحكمَ في حِكَمٍ

يَكونُ قُربَ الّذي قَد نالَ داودُ

إِنّي أُهنِّيكَ فيهِ خَيرَ تَهنِئَةٍ

ما كانَ فيها لِغَيري الدّهر تَقليدُ

أَبشِرْ بِهِ فَهوَ بَدرٌ لا غُروبَ له

مِثلَ الهِلالِ وَلا يَعروهُ تَجديدُ

وَفي الثريّا بِسَعدِ الشّمسِ مِن أَسدٍ

أَرِّخْ عَليهِ الهنا ذا البدر مَولودُ

وَاِسلَمْ وَدُمْ في أَمانِ اللَّهِ ذا عُمُرٍ

يَطولُ لَيسَ لَه حَدٌّ وَتَحديدُ

ما لاحَ بَرقٌ وما ناحَت مطوَّقةٌ

وَماسَ غُصنٌ بِزاهي الرّوضِ أُملودُ