القلب من الجوى كليم

القَلبُ مِنَ الجَوى كَليمُ

وَالجِسمُ مِنَ النَّوى سَقيمُ

وَالصبُّ مِنَ البِعادِ مُضنى

وَلهان مِنَ الهَوى يَهيمُ

يَشتاقُ إِلى الحَبيب دَوماً

وَالشَّوقُ عَلى الجَفا يَدومُ

كَم باتَ مُؤرَّقاً بليلٍ

سُهْداً شَهِدَت بِهِ النُّجومُ

يا ظبيُ أَخا المَهى نِفارا

لا تُصْغِ لعاذلٍ يلومُ

فَالعاذِلُ شأنُهُ مُلام

وَالمُغرَمُ في الهَوى مَلومُ

والعاذل قلبُه حَقودُ

والمُغرَمُ قلبه سَليمُ

يا مالِكَ مُهجَتي وَروحي

يا روحُ لَها الوَرى جُسومُ

إِنّي لَكَ مادِحٌ بِمَدحٍ

يَزهو بِكَ دُرُّه النَّظيمُ

قَد صيغَ بِجَوهَرٍ كَمَدحٍ

فيمَن حَييَت بِهِ العُلومُ

الشَّيخُ رَضيعُ ثَديِ فضلٍ

لا شكَّ وغيرُه الفَطيمُ

العالِمُ مَنْ حَوى ذكاءً

لم تدرِ بكُنْهه الفُهومُ

العارفُ ذو الكمالِ صفوا

البارعُ ذو الحِجى الحكيمُ

نُعمانُ أَوانُهُ قَضاء

فالعدلُ طريقُهُ القَويمُ

السيِّدُ مَعدِن المَعالي

الشّهمُ أَخو العُلا العَظيمُ

مَنْ حَلَّ بِأَوْجِ كلِّ عزٍّ

لَم تَحوِ حلولَه النجومُ

البحرُ سَخاوةً وَبَذلاً

وَالبذلُ يُحبُّهُ الكَريمُ

يا جَوهرَ ذا الزّمانِ فَرداً

ما إنْ لَكَ في الوَرى قَسيمُ

مَنْ فيهِ يحلُّ كلُّ حسنٍ

والحُسنُ بجوهرٍ يقومُ

إِنّي لَكَ مرسلٌ عروساً

عَذراءَ وَوَجهُها وسيمُ

غَيداء مِنَ الفَخارِ عزّاً

يَعلو بِكَ قَدرُها الفخيمُ

خُذها وَلَكَ الهَناء فيها

دَوماً وَمَسرّةً تدومُ

وَاِسلَمْ ودُمْ الزّمانَ سلما

ما الصبُّ عَلى الهَوى يُقيمُ

ما الفَتحُ أَجادَ فيكَ مَدحاً

مِن حَيثُ غَدا لَهُ يُديمُ