تأمل نجوم الأفق ليلا وإذ تسري

تَأَمَّلْ نُجومَ الأفقِ لَيلاً وَإِذ تسري

تَنالُ سُرورَ القَلبِ وَالشّرح للصدرِ

وَشاهِد جَمالَ البدرِ في اللّيل طالعاً

فَإِنَّ سَنِيَّ الحُسنِ في طَلعَةِ البدرِ

وَحَدِّق إِلى زُهرِ السّماءِ فَإِنّها

بِجنحِ الدّجى تَزهو إِلى مَطلعِ الفَجرِ

وَما هِيَ إِلّا البدرُ حَيثُ تَجمّعت

وَما كَوكب مِنها سِوى الكوكب الدّرّي

فَمَن قالَ زُهر الأفق لَيسَت بِبَدرهِ

فَدَعهُ فَإنّ البدرَ لَيسَ سِوى الزُّهرِ

أَخو العِلم صِنو الفَضل خدن مَعارفٍ

يَموجُ بِهِ العرفانُ وَالفضل كالبحرِ

بِحُسنِ كَمالٍ في جَمالٍ بِهيبةٍ

بِحُسنِ طِباعٍ فَوقه لُطفها يجري

بِرقّةِ آدابٍ بِمَجد مُوطّدٍ

بِسُؤدد أَصلٍ زانَه حلية الفخرِ

بِحلّة أَوصافٍ تَجلّ حميدة

بِحُسنِ خِصالٍ صاحبت رفعة القدرِ

بِثَوب تَقيّ لَيس يَبلى جَديدهُ

وَحيكَ مِنَ الإِخلاصِ في السرِّ وَالجهرِ

وَقَد طيَّبَ الأَسحارَ في عِطر وَدّه

وَعَطَّرَ في أَذكارِهِ حَلَقَ الذّكرِ

هُوَ الفاضِل الفَخم اللّبيبُ أَخو الذّكا

يُزيحُ قِناعَ الخدرِ عَن غادَةِ الفكرِ

هُوَ الكامِلُ الفذُّ الّذي في كَمالِهِ

يَفوقُ كَمالَ البدرِ في لَيلةِ البدرِ

مُحمّدٌ المَحمود في الدّهرِ دَيدنا

هُوَ الجَهبذُ اليافيّ وَالخلوَتي البكري

بَليغُ بَيانٍ في بَديعِ بَلاغةٍ

بِها تاهَ ما يَحوي البيان مِنَ السّحرِ

فَلَو شامَ سَحبان جواهرَ لَفظهِ

لَظَلَّ أَخَا عِيٍّ عَنِ النّظمِ وَالنّثرِ

وَدامَ عَلى تِلكَ الجَواهِرِ تالِياً

بِحُسنِ اِحتِرامٍ سورَةَ الحَمدِ وَالشّكرِ

لَهُ اللَّه مِن شَهمٍ همامِ مهذّبٍ

غَدا رَجلَ الدّنيا غَدا واحِدَ الدّهرِ

فَيا أَيّها المَولى الّذي طابَ صيتهُ

وَمَن قَد حَوى طيبَ السّريرةِ وَالسرِّ

وَحَلَّ مِنَ العَلياءِ مَوضِعَ رأسِها

وَبَين صُدور النّاس في مَوضِعِ الصدرِ

إِلَيكَ لَقَد أَهديت غَيداءَ غادَة

وَبِكراً مِنَ الأَبكارِ ناهيكَ مِن بكرِ

فَريدَةُ عقدٍ وَهيَ عقدُ نَظيمة

لَقَد أَرخَصت قدرَ الثّمينِ مِنَ الدرِّ

مُخدّرة في الفِكرِ وَالفكرُ خِدرها

وَما ظَهَرَت إِلّا عَلَيك مِنَ الخدرِ

فَأَقبِل عَلَيها بِالقَبولِ أَخا النّدى

فَتِلكَ إِلى الإِقبالِ في غايَةِ الفقرِ

وَفي مثلك الإِقبال يا حرُّ شيمةٌ

وَأَنتَ تَرى الإِقبالَ مِن شِيَمِ الحرِّ

وَدُم في حِفاظِ اللَّهِ ما لاحَ كَوكَبٌ

وَما فَوقَ غُصنِ الرّوضِ قَد صدحَ القمري

وَما بِلسانِ الطيبِ أَبدَت ثَناءها

بِعطر عَلى رَوضِ الرّبى نفحةَ الزّهرِ

وَما الفَتحُ فَتحُ اللَّه أَنشد قائلاً

تَأمّلْ نُجومَ الأفقِ لَيلاً وإذْ تسري