تهلل الكون ووجه الزمان

تَهلَّلَ الكونُ وَوَجهُ الزّمانْ

وَأَعرَبَ البِشْر بِأَحلى لِسان

وَبلبلُ الأَفراحِ غَنَّى ضُحىً

فَأَخجَلَ النّايَ بِأَيدي القِيان

وَغَرَّدَ الأُنسُ بِرَوضِ الهَنا

وَأَقبَلَ السّعدُ بِخَيرِ الأَوان

وَالدّهرُ قَد أَرشَفَ أَرواحَنا

سُلافَةَ البُشرى كَبِنت الدِّنان

بُشرى أَرَتْنا جَهْرةً مُلتقى

شَمسُ البها وَالحسنِ بِالزَبرقان

ذي المَجدِ وَالعَلياءِ ثُمَّ الذّكا

وَالحِلمُ وَالبَذلِ بِطيبِ الجَنان

الضّيغَمِ المِقدامِ عِندَ الوَغى

أَخي الفُؤادِ الثّبْتِ عِندَ الطِّعان

الفارِسِ القرمِ السّديدِ الحِجى

الحائِزِ السّبْقِ بِيَومِ الرِّهان

وَمَنْ إِذا صالَ بِسُمْرِ القَنا

أَماتَ رَبَّ السّيفِ وَالطيلِسان

وَإِنْ رَأَتْهُ الأسْدُ مِن خَوفِها

ذَلَّت وَنادَته الأَمانَ الأمان

ذاكَ عَليُّ القدرِ بَينَ الوَرى

وَالاِسمُ مَع جاهٍ بِعزٍّ يُزان

فَاِنهَضْ إِليهِ بِثِيابِ الهَنا

مُهنِّئاً فَالسَّعدُ ذا الآنَ آن

وَاِقتَرَنت بالبدرِ شَمسُ البها

طُوباهُما وَاِجتَمَع النيِّران

كَجَوهَرَين اِنتَظَما بِالهَنا

عِقداً لَقَد أَزرى بِعِقد الجُمان

بِشْرٌ أَتى ما السّعدُ أَتى مُقبِلاً

أَرَّخته إِلّا بِخَيرِ القِران