فؤادي ملؤه لهب

فُؤادي مِلؤُه لَهبُ

وطَرفي كُحلُه العَطَبُ

وعَقلي طار من وَلَهٍ

وَفِكري ضَمَّهُ التعَبُ

ووَجْدي ما لَه طَرفٌ

وهَجري ما له سَببُ

أمَا يحنو الحبيبُ على

مُعَنّىً صارَ يكتئبُ

يقَضّي ليلَه سَهرا

ولا يُقضى له أرَبُ

وَيَبكي وهوَ ذو طرَبٍ

فَيُنمي شَجوَه الطرَبُ

وَيَبدو لَوحُ وجْنتِهِ

بِحِبرِ الدمعِ يَكتَتبُ

إِلى مَنْ أَشتَكي وَلَهي

وَعَنهُ ضاقَتِ الكتبُ

وَما لي غَير ما بطلٍ

إِلَيهِ شُدَّتِ النجُبُ

فَإِنّي اليومَ مُنتَسِبٌ

لَهُ وَعَلَيهِ أَحتَسِبُ

فَذلِكَ سَيِّدٌ قَرِمٌ

بِهِ قَد شُرِّفَ الحَسَبُ

كَما أَنَّ العُلى شَرُفَت

بِهِ وسَمَت لها الرُّتَبُ

وَفيهِ زُيِّنت شرَفاً

كما زانَ السّما شُهُبُ

إمامٌ جلَّ عن شَبهٍ

فلازمَ فضلَه العجَبُ

وَكَم فيهِ لَهُ شَهِدَت

لَدَينا العُجْمُ والعَربُ

فَإِن قُلتُم لَهُ شَبهٌ

وَلا شكٌّ ولا رِيَبُ

فَإِنَّ الفَرقَ لا يَخفَى

كَبَدرٍ لَيس يحتجبُ

فَمَعنى السكَّر الحالي

غَدا لَم يَحوِهِ القَصبُ

وَكَم ظَبيٍ حَكى حَسناً

وَلَكِن فاتَهُ الشّنَبُ

وَإِنَّ الخَمرَ ذو مَعنى

خَلا عَن صورةِ العنَب

هِلالٌ مُذْ أضاءَ به

دِمَشقَ نوّرَت حَلَب

كريمٌ فَيضُ راحَتِهِ

لَدَيهِ تخجَلُ السّحبُ

نَبيلٌ فاضِلٌ حَبْر

لَطيفٌ زانَهُ الأدبُ

هُمامٌ جَهبذٌ نَدب

شريفٌ جدُّه وأبُوهُ

فَذاكَ العابِدُ الرّحمَ

نُ حَقّاً مِثلَما يَجِبُ

هُوَ الشَّمسُ الّتي ظَهَرَت

فمنها ولَّت الحُجُبُ

هُوَ الشّهمُ الَّذي أَرجو

بِهِ أَن تُكشفَ الكُرَبُ

فَحاشاهُ مِن الإِغضا

ءِ عَن مَنْ نالَه العطَب

فَيا بَحرَ الرّجا الطّامي

وَأَنتَ القصْدُ وَالطّلبُ

إِلَيكَ الفِكرُ قَد أَهدى

عَروساً وهو مضطرِبُ

وَقَد جاءَت خرافاتٌ

وَلَم يُقدَرْ لَها الهَربُ

وَجاءَت وَهيَ خائِفةٌ

مِنَ الإِغضاءِ تَنتحبُ

وَإِنّي قَد كَفِلتُ لَها

قَبولاً ما به كَذِبُ

فَقَابِلْ غَيبَها بِالسّت

رِ يا من صدرُه رَحبُ

وَدُمْ في حِفظِ ربِّكَ ما

تراقصَ في الدّنى قصَبُ

وَما قالَ المُحبّ شَجىً

فُؤادي مِلؤُهُ لَهَبُ