- Advertisement -

لقد أطلقت كفا وقد خضبت كفا

لَقَد أَطْلَقَتْ كَفّاً وَقَد خَضَّبَت كَفّا

وَرامَت بِهَجرِ الصّبِّ عَن وَصْلِها كَفّا

يَتيمَةُ حُسنٍ وَهيَ بالِغةٌ بهِ

إِلى الغايَةِ القُصوى منَ الأَكمَلِ الأصفى

فَمَن شامَ مِنها أَيَّ عُضوٍ بِطَرفِهِ

فَما هوَ عَمّا قَد رَأى ينقلُ الطّرفا

وَلَمياءُ أَحلى الخمرِ كانَ رضابُها

وَماء حَياةِ النّفسِ لَو ذاقَتِ الحتفا

إِذا اِبتَسَمَت فَالبرقُ يَبدو وَلَيتَها

غَدَت مِن خِلالِ البرقِ تَمنَحُني رَشفا

تَميسُ بِقدٍّ خلتُهُ خيزرانةً

وَكَم أَخجَلَ الأَغصانَ مِن هَزِّهِ عِطفا

غَزالَةُ سِربٍ لا تُضاهى بِحُسنِها

وَذاكَ مُحالٌ أَن يُحاطَ بِهِ وَصفا

فَلَو كَشَفَت لِلنّاسِ عَن كُنهِ حسنِها

أَشاروا إِلَيها أَنْ دَعي الكشفا

أَلَستِ تَرينَ النّاسَ جُنّوا بِدونِهِ

وَقَد خطفَت مِنهُم عُقولُهُم خَطفا

وَإِنّي وَذاكَ الحسنِ فيهِم أَشَدُّهم

جُنوناً بِذاكَ الحُسنِ أَكثَرُهُم سُخفا

وَلا بِدعَ أَنّ الشّمسَ تَبدو مِثالَها

فَإِنّهُما أُختان وَالفرقُ لا يَخفى

تَمَلّكَتا بَدرَ السّماءِ مَعَ السّما

وَأَنجمَها وَالأرضَ كِلتاهُما نِصفا

تَقاسَمتا ما قَد تَقَدَّم ذِكرُهُ

فَصاحَبَتا عَدْلاً وَجانَبَتا الجُنفا

وَصَيَّرتا كلّاً مِنَ الأَرضِ وَالسّما

نَصيباً أَرى التّعديلَ في مِثلِهِ يُلفى

وَقَد ضَمّتا لِلأّرضِ أَنّ مريدَها

يبينُ نَهاراً ثمَّ لَيلاً بِلا إِخفا

وَقَد ضَمّتا بَدرَ السّماءِ إِلى السّما

وَأَنجمَها اللّاتي لَقَد حَسُنَت رَصفا

عَلى شَرطِ أَن يَخفى بِليلٍ مُريدُها

وَيَبدو نَهاراً يَستَحِقُّ بِهِ الكشفا

وَيُدرِكُهُ كَسفٌ يعيبُ جَمالَه

وَأَن يَكتَسي لِلنّقصِ بَدرَ السّما خَسفا

وَقَد أَخَذَت تِلكَ الغَزالة وَاِرتَضت

بِالأَرضِ اِختِياراً أَن تَبينَ وَلا تَخفى

فَتاةٌ رَداحٌ غادَةٌ خُوطُ بانةٍ

قَدِ اِمتَلأت لُطفاً كَما اِمتَلأت ظُرفا

أَهيمُ بِها وَجْداً وَأَصبو بِها جَوى

وَأَسهرُ كلَّ اللّيلِ لا أَعرِفُ الإِغفا

تُضيءُ ظَلامَ اللّيلِ نارٌ بِمُهجَتي

بِها أَستَضيءُ اللّيلَ تَذكو وَلا تَطفا

فَلا لُبَّ لي ناهٍ وَلا عَقلَ عاقِل

وَلا خِلّ نصّاح يَقول أَلا كُفّا

وَلَستُ بِنَهيِ اللبِّ كُنتُ بِمُنتَهٍ

وَلَم أَكُ مَنصوحاً بِذا النُّصحِ مُنكفّا

وَكَيفَ وَوَجدي صارَ جُزءاً مِنَ الحَشا

وَإِنْ زالَ ذاكَ الجزءُ متُّ وَلَم أُشفَ

وَلَكِن أُريدُ النُّصحَ حتَّى يَهيجني

لِأَزدادَ مِن وَجدي عَلى صَبوتي أَلفا

وَمَدحُ عَلِيِّ القدرِ وَالاِسمِ مَذهَبي

عَلَيهِ عَكَفتُ القلبَ في حُبِّهِ عَكفا

أَخو المَجدِ وَالعَلياءِ شِبلُ أَكارمٍ

ومَنْ قَد تَبَنَّى الجودَ وَالبذلَ وَالعَرفا

هُوَ الأَسدُ الرّئبالُ وَالضّيغَمُ الّذي

لَقَد أَلبَسَ الآسادَ في حَربِهِ الرَّجفا

يُكافِئُ كُلَّ الأسدِ لو صَفَّ وَحدَهُ

إِذا قامَتِ الآسادُ في حَربِهِ صَفّا

فَكَم فارِسٍ يَعدو عَلى ظَهرِ مُلجَمٍ

لَقَد خَرَّ مِن خَوفٍ فَلَم يَستَطِع زَحفا

وَكَم قَطَّ مِن لَيثٍ بِأَبيَضَ قاضِبٍ

أَطارَ لَهُ نِصفاً وَأَبقى لَهُ نِصفا

فَيُمناهُ لا شُلَّت ولَا كَلَّ زندُه

وَلا شنّجَ الرّحمَنُ يَوماً لهُ كفّا

أَميرٌ وَجيهٌ كامِلٌ ذو وَسامةٍ

جَميلٌ سَليمُ الطّبعِ رَقَّ وَقد شفّا

يَسيلُ بِهِ ماءُ اللّطافَةِ كَيِّساً

وَأَجْلِلْ بِهِ في جَمعِهِ الكيس وَاللّطفا

حَليمٌ جَليلٌ ذو وَقارٍ وهَيبةٍ

حَكيمٌ يَسوسُ الأمرَ لا يَصحَبُ العُنفا

فَأَكرِمْ بِهِ ذاتاً وَنَفساً كَريمةً

وَأَحمِدْ بِهِ صيتاً وَأَحسِنْ بِهِ وَصفا

فَيا أَيّها الشّهمُ الّذي عَزَّ مِثلُه

إِلَيكَ مِنَ الأَبكارِ غانيةً وَطفَى

عَروساً إِلَيك الفكر حَيثُ تَوشّحَت

بَديعَ قَوافي النَّظم قَد زَفَّها زَفّا

فَماسَت وَقَد حَلَّت بِمَدحِكَ جيدَها

فَتاهَت بِهِ فَخراً وَمالَت بِهِ عِطفا

وَما اِستَكمَلَت في الفِكرِ مدّةَ حَملِها

فَلا بِدْعَ أَنّ النّقصَ فيها لَقَد يلفى

فَأَقْبِلْ عَلَيها مُحسِناً بِقَبولِها

وَأَسبِل عَلى عَيبٍ تُعابُ بِهِ سُجفا

وَدُم في ضَمانِ اللَّهِ مَرعِيَّ حِفظِهِ

وَشادَ عَلَيكَ اللَّه مِن حِفظِهِ كَهفا

مَدى الدّهرِ ما هَبَّت نَسيمٌ مِنَ الصَّبا

فَمَيّلتِ الأَغصان تَعطِفُها عَطفا

وَما هامَ ذو وَجْدٍ وَأَقسَمَ قائِلاً

لَقَد أَطلَقَت كفّاً وَقَد خَضّبَت كفّا

- Advertisement -

- Advertisement -

اترك تعليقا