لينا قسي بحال عبدك

ليناً قسيُّ بِحالِ عَبدِكْ

وَتَحنُّناً في رَفعِ بُعدِك

وَتَلافِياً فَوِصالُهُ

في قَطعِ هَجرِك ثمّ صَدّك

كَم أَحرَقتهُ مُهجَةٌ

نارُ البعادِ وَنارُ خَدّك

وَلَظى الغَرامِ بِقَلبِهِ

إِذ شَبَّها إِفراطُ طَردِك

في مُقلَتَيكَ قَتَلتَني

وَطَعَنتَني في رُمحِ قَدّك

وَحَرَمتَني مِن وَجنَتَيكَ

لِرُؤيَتي مُحمرَّ وَردِك

وَتَرشَّفي خَمرَ اللّمى

مِن فيكِ حاوي عَذبَ شَهدِك

وَتَسمُّعي مِنك الحَديثَ

وَنَظرَتي ما تَحت عقدِك

يا عاذِلي ما ذا المَلامُ

بَذلت فيهِ كلَّ جَهدِك

وَسعَيت فيهِ جاهِداً

وَجَددتَ فيهِ كلّ جَهدِك

وَظَنَنتَهُ وَهوَ الضّلال

بِأَنّ فيهِ حسنَ رُشدِك

وَاللَّه يُطعِمُكَ الهَوى

لِتَذوقَ فيهِ حرقَ كبدِك

أَو أَنّهُ حالاً يَمنُّ

عَلَيَّ إِحساناً بِفَقدِك

بِالصّبرِ قلبِ وَعَدتَني

كُن وافِياً قَلبي بِوَعدِك

وَالصّبرُ خَيرٌ في الهَوى

وَلَدَيهِ يَبدو حُسن وَجدِك

وَلَرُبَّما جادَ الحَبي

بُ بِقُربِهِ مِن بَعدِ بُعدِك

يا مُنحِلي حتّى فَنيتُ

وَضَعتَني في نصفِ مُدّك

فَبِيَ اِقضِ ما قَد شِئتَهُ

حِبِّي فَما أَنا غَيرُ عَبدِك