ما بين منكسر الأجفان والدعج

ما بَينَ مُنكسرِ الأجفانِ والدّعَجِ

سَيفٌ مِنَ القضبِ ماضي الفَتكِ في المُهَجِ

يُدمي وَيَقتُل عَمداً دونَ ما قَوَدٍ

وَدونَ مالٍ وَلا إِثمٍ ولا حرَجِ

السّحرُ صَنعَتُه وَالقتلُ شيمَتُهُ

وَالفتكُ عادَتُه بِالكحلِ والدَّعَجِ

ما أَغربَ الفتكَ مِنهُ وَهوَ نَرجسةٌ

فَهَلْ تَقاوَى عَلى الأرواحِ بِالغنَجِ

يَقضي عَلى الخَلوِ مِن عِشقٍ وَمِن ولهٍ

في حبّهِ لَو رَآهُ أَن يَكونَ شَجي

ما غَمزُهُ حينما يَرنو سِوى شرَكٍ

لِصيدنا مِن خُيوطِ السّحرِ مُنتَسِجِ

يَسقي الطُّلى وَهوَ مَخمورٌ بِغَيرِ طُلىً

وحُرِّمَ الخمرُ من صرفٍ وممتزجِ

فَدَيتُه لا شَفاه اللَّه مِن مَرَضٍ

فَالحسنُ وَهوَ مَريضٌ فيه ذو بَلجٍ

يُعدي الفُؤادَ بِما يَحويهِ مِن مَرضٍ

حتَّى يَذوبَ بِجَمرِ العِشقِ ذي الوهَجِ

ما كُنت مِمّن يَرى العَدوى يَقولُ بِها

وَلا سَلَكتُ بِذاكَ القَولِ في نهَجِ

وَمُذْ رَأَيت الّذي أَبدَيت قُلت بِها

إِذْ كانَ لي حِجّةً مِن أَوضَحِ الحججِ