مغمض الجفن على لحظ أحد

مُغمضُ الجفنِ عَلى لَحظٍ أَحَدّ

مِن حُسامٍ قاتلٍ كلَّ أَحَد

خَدّ قَلبي وَردةٌ في خَدّهِ

إِذ هِيَ النّارُ على جنّة خَد

مائِسُ القَدّ كَرمحٍ طَعنُهُ

أَوقَدَ النّارَ بِقَلبي فَوقَد

فَوددتُ الطّعنَ منهُ في الحَشا

إِذ تَثنَّى بِاِهتِزازٍ وَأَوَد

إِنّ عِشقي ما لَه حدٌّ ومَنْ

حَدَّهُ مِنْ حَدِّه أَنْ قَدْ يُحَد

يا لقَومي في الهَوى مِن شادِن

يَستَشيهِ اللّيث يَصطادُ الأَسد

فَعَلت نَكهتهُ في فكرَتي

فعلَةُ الخَمرِ بِمن مِنها وَرَد

أَنف الوَصلَ وَيَأبى المُلتقى

أَلِفَ الهَجرَ عَلى بُعدٍ فَصَد

غَيرَ أَنّي لو محالاً وصلُهُ

لَم أَكُن عَن طَمَعي فيه أُردّ

إِنّ وَجدي في الهَوى مِن طَمَعي

مِنهُ بِالوَصلِ وَلَو مِتُّ كَمَد

جدَّ تَرجو الوَصلَ تُصبحْ واجداً

صَدَقَ القائِلُ مَن جَدّ وَجَد

وَاِحتَمل عَذلَ اللّواحي في الهَوى

وَإِنِ العَذل مِنَ القَتلِ أَشَد

وَكُنِ الصبَّ الصّبورَ الجَلد في

عِشقِ مَن تَهوى فَما أَسنى الجَلَد

إِنّ مَن يَعلو وَيَسمو هِمّةً

شَأنُهُ الصّبرُ فَخلّى مَن جَحَد

إِنّ صَبرَ المَرءِ رأيٌ صائِبٌ

وَسَدادُ الرّأيِ هَدْيٌ وَرَشَد

وَسَديدُ الرّأيِ عالٍ قَدرُهُ

وَعَلِيٌّ صاحِبُ الرّأيِ الأَسَد

أَسعَد الجَدّ أَبوهُ أَسعَدٌ

مَنْ أَبوهُ أَسعد أَسعدُ جَد

الهِزبرُ الفَحلُ ضِرغامُ الشّرى

وَالفتى الصنديدُ بِالأَلفِ يُعَدّ

فارِسُ الغَبراءِ يَسطو في الوغى

ما رَآهُ فارِسٌ إِلّا اِرتَعَد

سَيفُهُ القرضابُ شَرَّابُ الدِّما

يَلمَعُ الموتُ بِهِ مَتناً وَحَد

فَإِذا اِنقَضَّ عَلى صَفّ العِدى

فَقَضاءٌ مُبرَمٌ لَيسَ يُرَد

حاتمُ الجودِ هوَ البحرُ تَرى

أَيّ بَحرٍ من نراه لا يُمَد

دامَ في عِزٍّ وَمَجدٍ وعُلى

يَدُهُ لا يَعتَليها الدّهرَ يَد

وَسُعودٌ وَسُرورٌ وَصَفا

رائِق البالِ وفي العَيشِ الرّغد

وَطَويل العُمرِ في عافِيَةٍ

وَسَليم الرّأيِ في كلِّ الأَمَد