نفس العقاب يهرب البازات

نَفَسُ العقابِ يُهرِّب البازاتِ

وَبِها أُخيَّ يُضيِّق الفَلواتِ

وَاللّيثُ مِن أَنفاسِهِ سَبعُ سِوا

هُ يَفِرُّ خَوفاً طالِباً لِنَجاةِ

هَذا الوَزيرُ أَبو العَوالي وَالعُلى

وَالمُرهَفات البيض وَالغاراتِ

شَمسُ الوِزارةِ وَهوَ ضَوءُ جَمالِها

لَيسَت تَغيبُ بِسائِرِ الأوقاتِ

قُطبُ المَعالي وَهوَ بَدرُ سُعودها

بادٍ بِلا غَيمٍ ولا هالاتِ

السّيّدُ الشّهمُ الشّريف وَمَن غَدا

عِزّ السّيادةِ مَفخر الساداتِ

الفَخمُ عَبد اللَّهِ مَن بُنِيَت لَهُ

فَوقَ المَجَرَّةِ أَرفعُ الأبياتِ

الأَمجَدُ السّامي السَماك بِمَجدهِ

مَنْ لِلسّهى يَسمو على الهاماتِ

بَحر المَراحِمِ وَالمَكارِمِ والنّدى

قَد ماجَ بِالإِحسانِ وَالرَحَماتِ

في حِلمِ أَحنفَ وَهوَ عَنتَرةُ الوَغى

ماضي العَزائِمِ آصف الهِمّاتِ

في حُسنِ رَأيٍ في ذَكاءِ فطانة

في حُسنِ أَخلاقٍ وحسن صِفاتِ

الضّيغم الرّئبال وَالأَسد الّذي

أَخَذَ المَهابَةَ أَحصن الغاباتِ

الفارِسُ الصّنديدُ وَالبطلُ الّذي

يُردي الجُيوشَ بِشنِّه الغاراتِ

عِزُّ الضّياغِم وَابن نَجدَتِها إذا

عِندَ الصّراخِ تَطلّبوا النجداتِ

في صيتِهِ قَصمُ الظّهورِ وَحلّها

مِن ذي الظُّهورِ وَمِن ذَوي السّطواتِ

وَالصّيت في الإِرهابِ قَد يَعلو عَلى

جَيشٍ خَميسٍ محسنِ الكَرَّاتِ

وَاللَّيثُ في الآجامِ يُرهَبُ صيتُهُ

مَن لَيسَ مِنهُ يشاهد الوثباتِ

وَالرَّأيُ ما الأَسيافُ تَفعلُ في الوَغى

ما الرَّأي يَفعلهُ بِقهرِ عداةِ

أَفَلا سَمِعت بِما جَرى في الشّوف من

هَذا الوَزيرِ الصائِبِ النّظَراتِ

لَمّا تَغَيَّرَ منهُ خاطرهُ عَلى

حُكّامِه وَرماهُ بِالرجفاتِ

مِن ذاكَ قَد وَلّى بَشيراهُ عَلى

طِرف الهيامِ لِنَحوِ أَرض فلاةِ

ذَهبا يُريدانِ النّجاةَ بِلا اِمتِرا

مِن غَيرِ حَربٍ لا ولا ضَرباتِ

مُذ وَلَّيا حَكيا الأياديَ من سبا

بِتَفرُّقٍ في الفَقرِ ثمَّ شَتاتِ

وَتَسلَّم الشّوفَ المُحرّر مِنهما

وَغَدَا لَدَيهِ بِقَبضَةِ الرّاحاتِ

وَأَطاعَهُ مِن غَيرِ حَربٍ أَهله

طَوعاً وَأَدَّوْا سائِرَ الطاعاتِ

ما نالَ هَذا مِن وَزيرٍ قَبله

مِمَّن تَقَدَّمَ مِن ذَوي السّطواتِ

لَم يَحكِه أَحدٌ مِنَ الماضينَ عن

نَقلِ الثّقاتِ وَنَقلِ غَيرِ ثِقاتِ

وَعَليه وَلّى مَن أَرادَ وَشاءَهُ

بِالعَدلِ يَحكمُ تارِكُ الميلاتِ

وَإِلَيهِ أَرسَلَ عَسكَراً مِثلَ الأُسو

دِ فَحَلَّ فيهِ ناشِر الراياتِ

وَتَلا عَلَيها سورَةَ الفَتحِ المُبي

نِ لِنَصرِها مِن مُحكَمِ الآياتِ

لا زالَتِ الآسادُ مِن نَفس لهُ

فيها يُضيِّقُ واسِعَ الفَلَواتِ

إِنّي أُهَنِّئهُ بِذا الفَتحِ المُبي

نِ فَإِنَّهُ مِن أَحسَنِ الحسناتِ

لا زالَ يَظفَرُ بِالمُرادِ كَما يَشا

وَلَهُ تَقود دَلائلُ الخيراتِ

بَل لا يَزالُ مُقلَّداً مِن رَبِّهِ

دَوماً بِسَيفِ النّصرِ وَالهيباتِ

وَعَليهِ مَنَّ اللَّهُ رَبّي بِالرّضا

وَالقربِ مِنهُ وَرفعةِ الدرَجاتِ

وَحَباهُ مَولاهُ بِأَرغَدِ عيشَةٍ

وَبِصحّةٍ تَبقى وَطول حياةِ

وَحَماهُ مَولاهُ مِنَ الأَهوالِ في الد

دارينَ وَالعاهاتِ وَالآفاتِ

وَوَقاهُ دَوماً مِن جَميعِ جِهاتِهِ

وَأَدامَهُ في أَحسَنِ الحالاتِ

وَأَعانَهُ وَعليهِ أَقبلَ دائِماً

وَرَعاهُ في الحَرَكاتِ وَالسكَناتِ

ما الرّوضُ يَزهو ما الغصونُ تَمايَسَت

ما الطّيرُ أَبدى أَحسَن النّغماتِ

ما الفَتحُ يَتلو الحمدَ خاتم نَظمهِ

وَيُديمُ قَصدَ الشّكرِ للسَّجداتِ