هلم ولا تحجم وسر وتقدم

هَلُمَّ وَلا تُحجِمْ وَسِر وَتَقدَّم

تُشاهِدْ مِنَ المَعروفِ كلَّ تكرُّمِ

وَجِدَّ عَلى مَتنِ العَزيمَةِ قاصِداً

لِنَحوِ حِمى عكّاءَ ذاتِ التبسُّمِ

وَأَقبِلْ وَقبِّلْ ذيلَ ذي المَجدِ وَالعُلى

وَمَنْ نالَ فيهِ المَجدُ حسنَ التقدُّمِ

سُلَيمانُ مَن فيهِ الوزارَةُ قَد غَدتْ

تَشُدُّ نِطاقاً كَالسِّوارِ بمعصَمِ

أَخي الحِلمِ والمَعروفِ وَالعدلِ وَالوفا

عَلى كَرَمِ الأَخلاقِ في حسنِ مَبسمِ

هوَ البطلُ المِقدامُ والأسدُ الّذي

أَراهُ عَلى الإِقدام أَجرأَ ضَيغَمِ

فَمِنهُ تفرُّ الأُسْدُ لو سلَّ سيفَهُ

فَيَنظِمُها كَالدُرِّ في سِلْك لَهذَمِ

وَكُلُّ اِمرِئٍ قَد داسَ يَوماً بِساطَهُ

فَقَد بَلَغ المَأمولَ مِن خَيرِ مكرِمِ

قَدِمتُ إِلَيهِ أَرتَجي صَفوَ خاطِرٍ

فَشاهَدتُ حُسنَ الصّفوِ قَبلَ التكلُّمِ

وَقَد قيلَ لي أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَباً

قَدِمتَ عَلى هَذا الحِمى خَيرَ مقدِمِ

وَلَو أَخَّرَتْني مِن زماني وُشاتُهُ

فَلي خِدمَةٌ تُقضى بِسبقِ تَقدُّمي

وَحاشاهُ أَن يُصغي فَأَرجِعَ خائِباً

وَيُصمى فُؤادي مِن وُشاتي بِأَسهمِ

وَلي حَبلُ حبٍّ لَيسَ يُمكِنُ قَطعُهُ

وَحَبل وِدادٍ لَم يَكُن غَيرَ مُبرَمِ

فَلا زالَ لِلراجينَ أَكرمَ قابِلٍ

وَلا زالَ طولَ الدّهرِ كَهفاً لِمُحتمي

مَدى الدّهرِ ما اِبنُ الفتحِ يَنظِمُ مَدحَهُ

وَأَبدى حَمامُ الأيكِ حُسنَ الترنُّمِ