يا آس عارضه حملت بنفسجا

يا آس عارِضِهِ حَمَلت بَنَفسجا

إِذ فاحَ وَردُ خُدودِهِ وَتَأرَّجا

وَالشّمسُ في وَقتِ الضّحى مَكسوفَةٌ

إِذ صُبحُ وَجنَتِهِ المُنير تَبلَّجا

بِالرّوحِ طَرْفٌ قَد حَماكَ بِسحرِهِ

وَالسّحرُ يَلعَبُ بِالعُقولِ وَبالحِجى

ما بالُ صبِّكَ لِلصّبابَةِ صابئاً

زَمنَ المَشيبِ وَلَيسَ يَدري مَنهَجا

قَد هامَ في طُرُقِ المَحبَّةِ ذاهِلاً

يَهوي بِوادٍ ثمَّ يَصعَدُ أَبرُجا

يَحلو لَهُ أَن ضاعَ في تيهِ الهَوى

مَن ضَاعَ في تيهِ الغَرامِ فَقَد نَجا

ما إِنْ أَلَمَّ بمخلصٍ في تيههِ

كلّا وَلا قَد رامَ مِنهُ مَخرجا

قَد ذابَ مِن نارِ الجَفاءِ وَما لَهُ

مِن حَرِّها نَحوَ الإِغاثَةِ ملتَجا

يَستَنشِقُ الأَخبارَ مِن ريحِ الصَّبا

عَن جِلَّقٍ بابِ المَقاصِدِ والرّجا

قدْ حلَّ فيها قلبُه وحبيبُه

يا لَيتَ فيها جِسمُهُ قد عَرَّجا

يا لَيتَهُ مِمّن أَقامَ بِأَرضِها

وَسَرى إِلَيها بِالرّؤوسِ وَأَدلَجا

وَرَأى مقامَ خليلِه مِن كَهفِها

إِذ كانَ إِسماعيلُ فيها المُرتجى

الكَامِلُ النَّدْبُ الأَديبُ الأَلمعي

مَن بِالمَعارِفِ وَالكَمالِ تَتوّجا

الباسِمُ الثّغرِ الصّبوح بَشاشَةً

مَن كانَ صبحاً لِلمَحاسِنِ أَبلَجا

الحاذقُ الفَطِنُ اللبيبُ اللوذَعي

ربُّ البلاغَةِ وَالفَصاحَةِ والحِجى

رَجلٌ نَضيجُ الرّأي مِن نورِ الذّكا

يَنحو الصّوابَ وَلَو تَمشّى أَعوَجا

في حلمِ أَحنفَ قَد تَقمّصَ رافِلاً

في حُسنِ يوسُفَ قَد تَردَّى مَدرجا

ما لِاِبنِ مقلةَ سعدُ حظٍّ نالَهُ

في حسنِ خَطٍّ بالنُّضارِ تَضرَّجا

يَبدو عَلى الأوراقِ حتّى خِلتُهُ

مسكَ العِذارَ على الخُدودِ تَأرَّجا

بَل كُلُّ حَرفٍ رأيتَ حروفَهُ

طَرْفٌ لَديكَ تَراه أَحوَرَ أَدعَجا

ما نَظم سَحبانَ البليغ تَراهُ عِن

دَ نِظامِه إِيلا الرّكيكَ البهرَجا

أَهدى إِليَّ قَصيدَةً مِن نَظمِهِ

غَرّاءَ فيها قَد أَجادَ وَأَبهَجا

حَسناء مِن درٍّ يَتيمٍ أَصلُها

تَحكي الحسانَ تَزيُّناً وَتَبرُّجا

لا زالَ بَحراً درُّه لا يَنقَضي

وَنَظيرُه مِن غَيرِهِ لَن يَخرُجا

ما مادَ رَوضٌ بِالنّضارَةِ وَاِزدَهى

وَبِجَوهَرِ الأَزهارِ رأساً تُوِّجا