كأن قدودهم أنبتت

كأنّ قُدودَهُمُ أنبتَت

على كُثُبِ الرّملِ قضبانَها

حَجَجنَا بها كعبةً للسُّرورِ

ترانا نُمَسِّحُ أركانَها

فطوراً أُعانقُ أَغصانَها

وطوراً أُنادِمُ غِزلانَها

على عاتقٍ إن خَبَت شَمسُنَا

فَضَضنا عن الشمس أَدنانَها

وإن ظهرت لك محجوبةً

قرأتَ بأنفِكَ عُنوانَها

كُميتٌ من الرّاح لكنّما

جعلنا من الروح فُرسَانَها

إذا وُجِدَت حَلبةٌ للسرور

وكان مدى السُّكرِ مَيدَانَها

يطوفُ بها بابلىُّ الجُفونِ

تفضَحُ خدَّاهُ ألوانَها

إذا ما ادَّعَت سَقَماً مُقلَتاهُ

أَقمتُ بجسمىَ بُرهانَها

بكأسٍ إذا ماعلاها المِزاجُ

أحال إِلى التَّبرِ مَرجانَها

كأنَّ الحَبابَ قُلِّدَت

هُ دُرٌّ يُفصِّلُ عِقيانَها

ومُسمِعَةٍ مثلِ شمس الضّحى

أضافت إِلى الحسن إحسانَها

وراقصةٍ رَقصُهَا لِلُّحُونِ

عَرُوضٌ تُقيِّدُ أوزانَها

ولما طَوَى الليلُ ثوبَ النَّهارِ

وجَرَّت جياجيه أردانَها

جلونا عرائسَ مثلَ اللُّجَينِ

صَنَعنا من النارِ تِيجانَها

وصاغَت مدامعَها حِليَةً

عليها تُوَشِّحُجُثمانَها

رماحاً من الشّمع تفرى الدّجى

إذا صقل الليلُ خُرصانَها

بها ما بأفئدةِ العاشقينَ

فليست تُفارقُ نِيرانَها

وقد أشبهت رُقباءَ الحبيبِ

فما يدخلُ الغُمضُ أجفانَها

وفيها دليلٌ بأنَّ النّفو

سَ تَبقَى وتُذهِبُ أبدانَها