وتلقى الدهر منه بليث غاب

وتلقى الدَّهرَ منه بليثِ غابٍ

غدَت سُمرُ الرَِّماحِ لها عَرينا

تخالُ سُيوفَهُ إِمَّا انتضاها

جداوِلَ والرِّماحَ لها غصونا

وتَحسَبُ خَيلَهُ عِقبانَ دَجنٍ

يَرُحنَ مع الظَّلامِ ويغتدينا

إذا قَدَحَت بجِنح الليل أورَت

سناً يُعشى عيون النَاظرينا

وإن جَنَحَت مع الإصباحِ عدواً

أثارَت للعَجَاج به دُجُونا

كأنّ الشَّمسَ حين تُثيرُ نقعاً

تُحاذِرُ من سُطاهُ أن تَبينا

وما كُسِفَت بُدورُ الاُفق إِلاَّ

أسًى إذ أبصرَت منه الجبينا

وما اضطربت رِماحُ الخطِّ إِلاَّ

مخافَةَ أن يُحطِّمَها مُبينَا

وما تَندَقُّ يوم الرَّوع حتَّى

يَدُقَّ بها الكواهلَ والمتُونا

عجبتُ لها تُصافح من يَديه

وتُوصَفُ الظَّما بحراً مَعينا

ويُورِدُها ولا يُخطى برأىٍ

نِطافاً من دُروع الدَّارعينا

وهل يَشفَى لها أبداً غَليٌ

وقد شرِبَت دِماءَ الكافرينا

إذا لَقِيَت عيونض الروم زُرقاً

حسِبتَ نِصالَها تلك العيونا

وقائعُ فى العُداةِ له تُبارى

صنائعَ فى العُفاةِ المُجتدينا

وإرغامٌ به أبكى عيوناً

وإنعامٌ أقَرَّ به عُيونا