الدر أهداه لي في المنظر البهج

الدُّرُّ أهْداهُ لي في الْمَنْظَرِ البَهِجِ

أَمِ الدَّرارِي أَطَاعَتْهُ مِنَ الأَوَجِ

أَمِ البُدورُ بِطَيِّ الطِّرْسِ طالِعَةٌ

أَمِ الشُّموسُ تُوافِينا بلاَ حَرَجِ

أَمْ رَوْضَةٌ صافَحَتْها السُّحْبُ فارتَقَصَتْ

أَغْصانُها لِتُغَنِّي الرَّعْدَ بالهَزَجِ

أَمِ النّظامُ الذي في سِلْكِهِ انْتَظَمَتْ

بَلاغَةٌ بَلَّغَتْهُ أَرْفَعَ الدَّرَجِ

تَقُولُ في العِلْمِ صارَ الْمَجْدُ مُنْحَصِراً

حَقّاً فَعَنْ بحره التيار لا بعج

ثم انثنى مفرداً بالذكر أحقر من

لا يعرف السَّبْحَ في طَامٍ مِنَ اللُّجَجِ

لَكَ البِشارَةُ فاخْلَعْ ما عَلَيْكَ فَقَدْ

ذُكِرْتَ ثَمَّ عَلَى ما فِيكَ مِنْ عِوَجِ

أَهْلاً بما لَمْ أكُنْ أَهْلاً لِمَوْقِعِهِ

قَوْلَ الْمُبَشَّرِ بَعْدَ اليَأْسِ بالفَرَجِ

يا بنَ الأَئِمَّةِ دامَتْ مِنْكَ فائِدَةٌ

تَأْتِي إلَيْنا وفِيها أَوْضَحُ الحُجَجِ

فَكَمْ أَفَادوا سِواكَ مِنْكَ شارِدَةً

كانَتْ وَرَاءَ حِجابٍ غَيْرِ مُنْفَرِجِ

ولجت أبوابها قبل المجيب ولو

رام الولوج ابتداء منه لم يلج

مَنْ لَمْ يكُنْ بِرِياضِ العِلْمِ مُبْتَهِجاً

عاشَ الزَّمانَ بِحَظٍّ غَيْرَ مُبْتَهِجِ

مَنْ لَمْ يَكُنْ بِعُلومِ الدّين مُشْتَغِلاً

لم يَبْرَحِ الدَّهْرَ في ضِيقٍ وفي حَرَجِ

العِلْمُ رُوحُ الْمَعالي وَهْي إنْ حَصَلَتْ

بِدونِ علْمٍ بلا رُوحٍ ولا مُهَجِ

كَمْ مِنْ فَتىً تَزْدَرِيهِ العَيْنُ وَهُوَ إذا

أَعْيَاكَ مُعْضِلُ دينٍ جَاءَ بالفَرَجِ

ومِنْ فَتىً تَمْلأُ الأَبْصارَ طَلْعَتُهُ

لا يَعْرِفُ الفَرْقَ بَيْنَ الْمَرْجِ والْمَرَجِ