على عصر الشبيبة كل حين

عَلَى عَصْرِ الشَّبِيبةِ كُلَّ حِينِ

سَلاَمٌ ما تَقَهْقَهتِ الرُّعُودُ

ويَسْقيهِ مِنَ السُّحُب السَّوارِي

مُلِثٌّ دائِمُ التَّسْكابِ جَوْدُ

زمانٌ خُضْتُ فِيهِ بِكُلِّ فَنٍّ

وَسُدْتُ مَعَ الْحَدَاثَةِ مَنْ يَسُودُ

وعُدْتُ عَلَى الذي حَصَّلْتُ مِنْهُ

فَجُدْتُ بِهِ وغَيْرِي لا يَجُودُ

وعَادَاني عَلَى هَذَا أُناسٌ

وأَظْلَمُ منْ يُعادِيكَ الْحَسُودُ

يَرَوْني لا أَدينُ بِدِينِ قَوْمٍ

يَرُونَ الْحَقَّ ما قَالَ الْجُدُودُ

ويَطَّرحونَ قَوْلَ الطُّهْرِ طَهَ

وكُلٌّ مِنْهُمُ عَنْهُ شُرُودُ

فَقَالوا قَدْ أَتَى فِينا فلانٌ

بِمُعْضِلَةٍ وفاقِرَةٍ تَؤُودُ

يَقُول الْحَقُّ قُرآنٌ وقَوْلٌ

لِخَيْر الرُّسْلِ لا قَوْلٌ وَلودُ

فَقُلتُ كَذَا أَقُولُ وكُلُّ قَوْلٍ

عَدا هذينِ تَطْرُقُهُ الرُّدودُ

وَهَذا مَنْبَعُ الأَعْلامِ قَبْلِي

وكُلُّهُمُ لِموْرِدِهِ وُرُودُ

إذا جَحَدَ امْرؤٌ فَضْلِي ونُبْلِي

فَقِدْماً كَانَ في النَّاسِ الْجُحُودُ

وكُلَّ فَتىً إذا ما حَازَ عِلْماً

وَكانَ لَهُ بَمدْرَجَةٍ صُعُودُ

وَرَاضَ جَوامِحاً مِنْ كُلِّ فَنٍّ

وَصَارَ لِكُلِّ شاردَةٍ يَقُودُ

رَمَادُ القاصِرُونَ بِكلِّ عَيْبٍ

وَقَامَ لِحَرْبِهِ منْهُمْ جُنودُ

فَعَادوا خائِبِينَ وكُلُّ كَيْدٍ

لَهُمْ فَعَلَى نُفُوسِهِمُ يَعودُ

ورَامُوا وَضْعَ رُتْبَتِهِ فكانوا

عَلَى الشَّرَفِ الرَّفِيعِ هُمُ الشُّهُودُ

إذا مَا اللهُ قَدَّرَ نَشْرَ فَضْلٍ

لإنْسانٍ يُتاحُ لَهْ حَسُودُ

وَمَنْ كَثُرَتْ فضائِلُهُ يُعَادَي

ويَكْثُرُ في مَناقِبهِ الْجَحُودُ

إذا ما غَابَ يَلْمِزُهُ أُناسٌ

وهُمْ عِنْدَ الْحُضُورِ لَهُ سُجودُ

وما بِنَقيصَةٍ عابُوهُ إلاّ

وَكانَ لما يُعابُ به رُدُودُ

ولَيْسَ يَضُرُّ نَبْحُ الكَلْبِ بَدْراً

ولَيْسَ يَخافُ مِنْ حُمُرٍ أُسُودُ

وَما الشُّمُّ الشَّوامِخُ عِنْدَ رِيحٍ

تَمُرُّ عَلَى جوانِبِها ثَمودُ

وَلاَ الْبَحْر الْخِضَمُّ يُعابُ يَوْماً

إذا بالَتْ بجانِبه الْقُرودُ