ما بال بري بتعليم الفنون غدا

ما بَالُ بِرِّي بِتَعْليمِ الفُنُونِ غَدَا

عَيْنَ العُقُوقِ لَدَيْكُمْ يا ذَوِي الطَّلَبِ

هَلْ ذا لِنُقْصان حَظِّي أَمْ لِطَرْحِكُمْ

تِلْكَ الْحُقُوقَ بلا جُرْمٍ ولا سَبَبِ

أَمْ أَوْجَبَ الثلْبُ تَرْكِي للمنَاصِبِ في

حُبِّ العُلُومِ ونَيْلِي عَالِيَ الرُّتَبِ

أَمْ ابْتَعادِي لِما قَدْ زَافَ مِنْ كَلم

خَالَطْتُمُ حُبَّهُ باللّحْمِ والعَصَبِ

لا عَيْبَ لِي غَيْرَ أَنّي في دِيارِكُمُ

شَمْسٌ ولَمْ تَعْرِفوا فِيها سِوَى الشُّهُبِ

وأَنْتُمُ كَخَفافِيشِ الظَّلامِ وَمَا

زَالَ الْخُفاشُ بِنُور الشَّمْسِ في تَعَبِ

مُوتُوا إذا شِئْتُمُ قَدْ طَارَ مِنْ كَلِمي

مِنْ نُصْرَةِ الْحَقِّ ما حَرَّرْتُ في الكُتُبِ

وأَرْتَجِي أَنْ يُرْجِّي دَعْوَتي نفرٌ

يَسْعُونَ للدِّين لا يَسْعُونَ للنَّشَبِ

لا يَعْدِلُونَ بِقَوْلِ اللهِ قَوْلَ فَتىً

ولا بِسُنَّةِ خَيْرِ الرُّسْلِ قَوْلَ غَبِي

لا يَنْثَنونَ عَنِ الهَدْيِ القَوِيمِ وَلا

يُصانِعُونَ لِتَرْغيب ولا رَهَبْ

أَبُثُّ ما بَيْنَهُمْ مِنْ مَذْهَبِي دُرَراً

حَجَبْتُها عَنْ ذَوي التَّقْلِيدِ والرِّيَبِ

يا فِرْقَةً ضَيَّعَتْ أَعْلامَها سَفَهاً

وصَيَّرَتْ رَأْسَ أَهْلِ العِلْمِ كالذَّنْبِ

ما قامَ رَبُّ عُلومٍ في دِيارِكُمُ

إلاّ وَجَرَّعْتُموهُ أَكْؤُسَ الكَرَبِ

خَلائِقٌ قَدْ سَقَاكُمْ سُوءَ مَشْرَبِها

أَسْلافُ سُوءٍ لكُمْ في سَالِفِ الحِقَبِ

مَنْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ بَيْنَكُمُ

غَدا بذا عِنْدَكُمْ مِنْ جُمْلَةِ النَّصَبِ

فإنْ يَقُلْ أَشْياخُ الفُروعِ كَذا

قُلْتُمْ أَصابَ وفي التَّحْقيقِ لم يُصِب

جَعَلْتُمُ الْمَذْهَبَ الزَّيْدِيَّ بَيْنَكُمُ

عَلَى جَلالَتِهِ أُعْجُوبَةَ العَجَبِ

صَيَّرْتُمُ صَفْوَ عِلْمِ الآلِ في كَدَرٍ

حَتَّى غَدا بَيْنَكُمْ يَوْماً من اللَّعِبِ

عادَيْتُمُ السُّنَّةَ الغَرّا فكانَ بذا

دَعْوَي خُصُومِكُمُ مَوْصُولَةَ السَّبَبِ

كَمْ ظَنَّ ذُو حَمَقٍ في الضُّرِّ منْفَعَةً

وظَلَّ يَرْجُو نَجاةً مِنْ يَدِ العَطَبِ

سَوَّدْتُم جيلَ جَهْلٍ بالعُلُومِ وَذَا

رَأْيٌ يَجُرُّ بِذَيْلِ الوَيْلِ والحَرَبِ

والإجْتِهادُ غدا في كُتْبِ فِقْهِكُمُ

شَرْطَ الإمامِ فإِنْ تَعْدُوهُ لم يَجِبِ

وشَرْطَ حمّالِ أَعْباءِ القَضَاءِ مَعَ ال

إفْتا فَلَمْ تَعْرِفوا ما خُطَّ في الكُتُبِ

فَحَكِّموا بَيْنَنا الأَزْهارَ فَنَّكُم

تَلْقَوْا بِهِ إن فَهِمْتُوهُ جَلا الرِّيَبِ

أَلَمْ يَنِصَّ عَلَى شَرْطِ اجْتِهادِ فَتىً

سَمَا إلى الْمَنْصِبِ الأَعْلَى مِنَ الرُّتَبِ

وَراجِعوا آخَراً مِنْ كُتْبِهِ وكَذَا

بابُ القَضَا واسْتَرْيحُوا منْ أَذَى التَّعَبِ

وقَالَ مَنْ حازَ عِلْمَ الإجْتِهادِ وَلَمْ

يَحُلَّ عَنْهُ عُرا التَّقْليدِ لَمْ يُصِبِ

وإنَّني حُزْتُ أَضْعافَ الذي شَرَطوا

قَبْلَ الثَّلاثينَ منْ عُمْرِي بِلا كَذِبِ

أَلَمْ أُضَمِّخْ به أَرْجا الجَوَامِعِ بالتَّ

دْريسِ في كُلِّ فَنٍّ مَعْشَرَ الطَّلَبِ

أَلَمْ أُصَنِّفُ في عصْرِ الشَّبيبَة ما

يَغْدُو لَهُ مُحْكَمُ العِرْفانِ في طَرَبِ

لَوْ كانَ مَطْلِعَ شَمْسِي غَيْرَ أَرْضِكُمُ

ما حَالَ دُونَ سَناهَا عَارِضُ السُّحُبِ

وَلا غَدَتْ لِعَشاءِ النّاظِرينَ لَهَا

كَأَنّها طَلَعَتْ في مُظْلِمِ الحُجُبِ