من دونها يا عمر وخز الرماح

مِنْ دُونِها يا عَمْرُ وَخزُ الرِّماحْ

وعِنْدَها فاسْمَعْ صَليلَ الصِّفَاحْ

لا يَسْمَعُ السَّامِعُ في حَيِّها

غَيْرَ جِلاَدٍ مُفْزعٍ أو كِفاحْ

فَسِرْ إلَيها سَيْر مُتَهوِّرٍ

مُسْتَبْدِلاً فيها الْحَيَا بالوَقاحْ

مُشَمِّراً قَدْ صُمّ لايَنْثَني

عَنْ حُبِّها لِعَاذِلٍ أو لِلاحْ

فَما يَهابُ الْعَتَبَ مَنْ فَازَ مِنْ

غَايَةِ أُمْنِيَتِهِ بالنَّجَاحْ

سَعَى فَلَمّا ظَفِرَتْ بالْمُنَى

يَمينُهُ أَلْقَى الْعَصا واسْتَراحْ

قَدْ أَتْعَبَ السَّيْرُ رِحَالي وَقَدْ

آنَ لَها بَعْدَ الْوَحَى أنْ تُراحْ

فَقَدْ أقَامَتْني عَدَاها الرّدَى

بِرَبْعِ طود العلم بحر السماح

مَنْ هَزَّ لِلْعَلْيا قَناةً وَمَنْ

حَمَى حِماها فَهْي لا تُسْتَباحْ

مَنْ شادَ للسُّنَّةِ أَعْلامَها

مَنْ كافَحَ الْبِدْعَةَ كُلَّ الْكِفاحْ

مُجَدِّداً مُجْتَهِداً جاهِداً

للدّينِ في عِلْمِ الهُدىَ للصَّلاحْ

يا عالِمَ الْعِتْرَةِ في عَصْرِهِ

وقُطْبَ أَرْبابِ النُّهَى والْفَلاحْ

ما بالُ مَنْ أَنْصَفَ في دَهْرِنا

وَمالَ نَحْوَ الْمُسْنَداتِ الصِّحاحْ

واطَّرحَ التَّقْليدَ مِنْ حَالِقٍ

مُقَطِّعاً رِبْقَتَهُ والْوِشَاحْ

وَلَمْ تَقُلْ أَشْياخُنَا قَرْرُوا

لَمْ يَدْعُوا جَهْداً لَهُمْ في النّصاحْ

يُرْمَى بِداءِ النَّصْبِ في قَوْمِهِ

وَما عَلَى الرَّامِي لَهُ مِنْ جُناحْ

يُمَزِّقُونَ الْعِرْضَ مِنْهُ إذا

جَاءَ بِمُرِّ الْحَقِّ فيهم وَرَاحْ

يَلْقَى لَدَيْهِمْ مِنْ صُنُوفِ الأَذَى

كُلَّ قَبيحٍ في الْمَسَا والصبَّاحْ

أَبِنْ فَزَنْدُ الْبَهْتِ مِنْهُمْ غَدَا

مُنْقَدِحاً في الْقَلْبِ أَيَّ انْقِداحْ