نظام هو الدر الثمين منضدا

نظامٌ هُوَ الدُّرُّ الثَّمينُ مُنَضَّدا

يسائِلُ عَمَّنْ أَمَّ للذِّكْرِ مَسْجِدَا

وَلا شَكَّ أَنَّ الذِّكْرَ في كُلِّ مَوْطِنٍ

عَلَى كُلِّ حالٍ شَرْعُهُ قَدْ تأْكّدا

بهِ جاءَتِ الأخبارُ نَصًّا وَظَاهِراً

وَجَاءَ بِهِ نَصُّ الْكِتاِ مُرَدِّدا

وَمَا جَاءَ للتَّعْلِيمِ فيما عَلِمْتُهُ

خُصُوصٌ وَلا الإطْلاقُ مِنْها مُقَيّدا

إذا لم تَكُنْ فيه تَشَوُّشُ خاطِرٍ

لِمَنْ صَارَ في مِحْرابِهِ مُتَعَبِّدا

ولا بَالِغاً حَدَّ الصُّراخِ كأنَّهُ

نِداءُ أَصَمٍّ لَيْسَ يَعْلَمُ بالنّدا

ولا كانَ مَصْحُوباً مَشُوباً بِبِدْعَةٍ

يَصِيرُ بها لَحْظُ الشّرِيعَةِ أَرْمَدا

ومَنْ قَالَ ما جازَ اجْتِماعٌ بِمَسْجِدٍ

لِذِكْرٍ فَقُلْ هاتِ الدَّليلَ المشَيّدا

فَقَدْ جاءَ عَنْ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ فِعْلُهُ

وَسَلْ مَرْسَلاً إنْ شِئْتَ عَنْهُ ومُسْنَدا

ومَنْ قَوْلُه قَدْ صَحَّ في غَيْرِ دفتر

وقام إليه في الموطن مرشدا

وأي نزاع في هدى عن مُحَمَّدٍ

أَتَانا فدَتْ نَفْسي ومَالِي مُحَمّدا

وإنْ قَالَ وَصْفُ الْجَهْرِ أَوْجَبَ كَوْنَه اب

تداعاً فَدَعْ عَنْكَ ادّعاءً مُجَرّدا

وَقَدْ جاءَ عَنْ جَمْعٍ مِنَ الصَّحْبِ أَنَّهُ

بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ والْفِعْلِ شُيِّدا

وَكانَ بِهِ عِرْفانُ تَتْمِمِ فَرْصِهِ

كَذَلِكَ قالَ الحَبْرُ قَوْلاً مُجَوَّدا

وأَقْبَحُ شَيْءٍ نَهْيُ عَبْدٍ مُقَرّبٍ

أَرَادَ بِجَوْفِ اللَّيْلِ أَنْ يَتَهَجَّدا

يَقومُ إلى الْمِحْرابِ والنَّاسُ نُوَّمٌ

لِيَركَعَ للخَلاّقِ طَوْراً ويَسْجُدا

فَذَا باتِّفاقٍ للخَلائِقِ مُنْكَرٌ

وعَنْ فِعْلِهِ رَبُّ البَرِيّةِ هَدَّدا

ومَنْعُ صَلاَةِ الْعَبْدِ مِنْ غَيْرِ مُقْتَضٍ

قَبيحٌ إذَا أَمَّ الْبَرِيَّةُ مَسْجِدا

وَقَدْ كانَ خَيْرُ الرُّسْلِ إلاّ لِعاذِرٍ

يَرُوحُ إلى نَحْوِ الْمُصَلَّى عَلَى الْمَدى

وغَيْرُ مُنافٍ للجَوازِ فَضِيلَةٌ

لجَنَابِهِ عِنْدَ الْهُداةِ أُولِي الْهُدَى