نظام يحاكي الدر أهدته نحونا

نِظامٌ يُحاكِي الدُّرَّ أَهْدَتْهُ نَحْوَنا

قَريحَةُ مَنْ يُروِي الفُهُومَ بِما يَرْوي

وفي طَيِّهِ بَحْثٌ يَدِقُّ بَيانُهُ

إذا رامَهُ فِكْرُ البَيانِيِّ والنَّحْوِي

وَرُبَّتَما قالَ البَيَانِيُّ مَنْصِبي

أُكَشِّفُ أَسْرارَ الَكلامِ ولا أطْوِي

ومَنْ قَدَّمَ التّالي فذلِكَ مَهْيَعٌ

لَهُ مَنْهَجُ القانُونِ مِنْ نَحْوِنا يَحْوي

وما تَرْكِيَ التَّقْدِيرَ إلاّ لأَنّني

إلى غَيْرِ مَحْضِ اللّفْظِ في مَقْصِدي آوِي

وقَدْ قَدَّرَ النَّحْوِيْ وذلِكَ فَنُّهُ

وأَمَّا فُنُوني فَهْيَ عَنْ مِثْلِهِ تَلْوِي

عَلَى أَنَّ أَهْلَ النَّحْوِ يَذْهَبُ بَعْضُهُمْ

إلى أَنَّهُ نَفْسُ الجَزاءِ بلا سَهْوِ

فَقَدْ قالَ أَهْلُ الكُوفَةِ الكُلُّ رُتْبَةُ ال

حَزاءُ قبيل الشرط في كل ما تروي

وقالوا جميعاً والمبرد إنه ال

جزاء مَعَ التَّقْدِيمِ لَيْسَ الذي يَنْوِي

وخالَفَهُمْ جُمْهُورُ سُكّانِ بَصْرَةٍ

فَقالوا دَليلٌ للجَزَا وَهُوَ الْمَطْوِي

ولا شَكَّ أَنَّ الأَصْلَ يَأْبَى مَقالَهُمْ

ومَنْ خالَفَ التَّأصيلَ عَنْ راجِحٍ يَهْوِي

وما قَالَ مَنْ قَالَ الجَزاءُ مُقَدَّرٌ

بِضَعْفِ مَقالٍ للمُخالِفِ في الْمَنْوِي

وقَدْ قالَ سَعْدُ الدِّينِ في الضَّعْفِ إنَّهُ

بِمَنْعٍ لَهُ قالَ الجَماهيرُ في النَّحْوِ

وما مَنَعُوا الْمَسْؤُولَ عَنْهُ وإنَّما

تَفاوَتَ في التَّقْدِيرِ قَوْلُهُمُ الْمَرْوِي

وَدُمْ في نَعيمٍ ما بَقيتَ وسُؤْدُدٍ

تُرَوِّحُ أَرْواحُ العُلومِ بما تَحْوي

وحَرْفُ الرَّوِي ما ذَلَّ يَوْماً لِرائِضٍ

ولَكِنَّهُ يَطْوِي إذا طالَ أَوْ يُقْوِي