ولي سلف فوق المجرة خيموا

وَلي سَلَفٌ فَوْقَ الْمَجَرَّةِ خَيَّمُوا

سُرَادِقُهمْ مِنْ دُونِهِ كُلُّ كَوْكَبِ

رَقَوْا في مَراقي الْعِزِّ شَأْواً مُمَنَّعاً

وذادُوا الْوَرَى عَنْهُ بِحَدِّ الْمُشَطَّبِ

فَما مِنْهُمُ في قَوْمِهِ غَيْرُ سيِّدٍ

يَرُوحُ ويَغْدُو وَهْوَ بالمَجْدِ مُحْتَبِي

وما بِيَ عَنْ أَشْواطِهِمْ مِنْ تَخَلُّفٍ

وَلا رَكِبوا في مَجْدِهِم غَيْرَ مَرْكَبي

ولكِنَّها الأَيَّامُ يَلْبِسُها الْفَتَى

عَلَى قَدَرٍ مِنْ غالِبٍ أَو مُغَلَّبِ

وإِنِّي امْرُؤ أَمّا نِجارِي فخالِصٌ

وأَمَّا فَعَالِي فاسْأَل الدَّهْرَ واكْتُبِ

ولَسْتُ بلَبَّاسٍ لِثَوْبٍ مُزَوَّرٍ

ولكِنَّ ضَوْءَ الشَّمْسِ غَيْرُ مُحَجَّبِ

وإنّ فَتىً يَغْشى الدَّنايا وبَيْتُهُ

عَلَى قِمَّةِ الْعَلْيا فَتىً غَيْرُ مُعيبِ

فَما الْمَرْءُ إِلاّ مَنْ يَبُوءُ بِنَفْسهِ

إلى مَنْزِلٍ فَوْقَ السَّماءِ مُطَنَّبِ

ولا خَيْرَ في خَفْضٍ مِنَ الْعَيْشِ دُونَهُ

تَجَرُّعُ كَأس الذُّلِّ مِنْ أَيِّ مَشْرَبِ