يا ناقدا لكلام ليس يفهه

يا ناقِداً لِكَلامٍ لَيْسَ يَفْهُهُ

مَنْ لَيْسَ يَفْهَم قُلْ لي كَيْفَ يَنْتَقِدُ

يا صَاعِداً في وُعُورٍ ضَاقَ مَسْلَكُها

أَيَصْعَدُ الْوَعرَ مَنْ في السَّهْلِ يَرْتَعِدُ

يا ماشِياً في فَلاةٍ لا أَنِيسَ بِها

كَيْفَ السَّبيلُ إذا ما اغْتَالَكَ الأَسَدُ

يا خائِضَ الْبَحْرِ لا تَدْرِي سِباحَتَهُ

وَيْلي عَلَيْكَ أَتنْجُو إنْ عَلاَ الزَّبَدُ

كَمْ رَاغِبٍ في سِفاهِي لا أُسافِهُهُ

وباحِثٍ عَنْ عُيُوبي وهْوُ لا يَجدُ

وحاسِدٍ لي عَلَى ما نِلْتُ لا بَرِحَتْ

مِنْهُ الْحَشا بِنِيارِ الحسْدِ تَتَّقِدُ

الذَّنْبُ لي عِنْدَ أَهْلِ الرَّفْضِ كُلِّهِم

أَنّي لِهَدْمِ بُيُوتِ الرَّفْضِ أَحْتَشِدُ

يا للرّجالِ أَيَغْدُو الْفَدْمُ بَيْنَكُمُ

مُعَظَّماً وإِمامُ الْعِلْمِ مُضْطَهَدُ

فَلا سَقَى اللهُ أَرْضاً يُسْتَضَامُ بِها

أُسْدُ الشَّرَى وَبِها يَسْتأْسِدُ النَّقَدُ

إِنّي بُليتُ بأهْلِ الْجَهلِ في زَمَنٍ

قامُوا بِهِ ورِجالُ الْعِلْمِ قَدْ قَعَدُوا

قَوْمٌ يَدِقُّ جَليلُ الْقَوْمِ عِنْدَهُمُ

فَما لَهُمْ طاقَةٌ في حَلِّ ما يَرِدُ

وغايَةُ الَمْرِ عِنْدَ الْقَوْمِ أنَّهُمُ

أَعْدَى الْعُداةِ لِمَنْ في عِلْمِهِ سَدَدُ

إذا رَأَوْا رَجُلاً قَدْ نَالَ مَرْتَبةً

في الْعِلْمِ فَوْقَ الذي يَدْرُوْنَه جَحَدوا

أَوْ مالَ عَنْ زائِفِ الأَقْوالِ ما تَركُوا

بَاباً مِن الشَّرِّ إِلاّ نَحْوَهُ قَصَدُوا

أَمّا الْحَدِيثُ الذي قَدْ صَحَّ مَخْرَجُهُ

كالأُمّهاتِ فَما فِيهِمْ لَهَا وَلَدُ

تَرَاهُمُ إِن رَأَوْا مَنْ قَالَ حَدَّثَنا

قَالُوا لَهُ ناصِبِيٌّ ما لَهُ رَشَدُ

وإِنْ تَرَضَّى عَنِ الأَصْحابِ بَيْنَهُمُ

قَالُوا لَهُ باغِضٌ للآلِ مُجْتَهِدُ

يا غارِقينَ بِسَوْمِ الْجَهْلِ في بِدَعٍ

ونافِرينَ عَنِ الْهَدْيِ الْقَويمِ هُدُوا

أفي اجتهادِ فَتىً في الْعِلْمِ مَنْقَصَةٌ

النَّقْصُ في الْجَهْلِ لا حَيَّاكُمُ الصَّمَدُ

لا تُنْكِرُوا مَوْرِداً عَذْباً لشارِبِهِ

إِنْ كانَ لا بُدَّ مِنْ إنكارِهِ فَرِدُوا

وإِنْ أَبَيْتُمْ فَيَوْمُ الْحَشْرِ مَوْعِدُنا

في مَوْقِفِ المصْطَفَى والحاكِمُ الأَحَدُ