عراقنا

لا تسأليني، أتعَبتْني الأسئلَهْ

هَرِمَ الجَوابُ كأنَّ ثغْرًا أهْملَهْ

الصمْتُ غيظٌ، والكلامُ مَشيئَتيْ

إنْ شِئْتِ طاولْتُ الرَّدَى كيْ أسألَهْ

كمْ راحلٍ حَمَلَ الفُراتُ رُفاتَهُ

حتّى استَوى في كلِّ بيْتٍ أرملَهْ!

شَقَّتْ ثيابَ القَهْرِ، لا حُزنًا

على صمتِ المنازلِ، بلْ ضياعِ المنزلَهْ

لمـّا مَشى مُتَخفِّفًا مِنْ ذُلِّنا

نَسْرُ العِراقِ، وذُلُّنا قدْ أثقلَهْ

رَجَفتْ أيادي الغَدْرِ لمـّا طوَّقتْ

عُنُقًا تَبسَّمَ في فَضاءِ المِقْصلَهْ

ومَضى يُرتِّبُ للبلادِ نَهارَها

لكنَّ موتًا في الظَّلامِ تَعجَّلَهْ

يا سائليْ… نصرٌ أضلَّ طريقَنا

تاهَت بَنادقُنا ونَحنُ البوْصَلَهْ

دَمُنا الحَرامُ تَحلَّلتْهُ سُيوفُنا

أمْ أنَّ سيفَ الخائفينَ تحلَّلَهْ؟!

بغدادُ تسْكُنها الحياةَ بعُسْرةٍ

والموتُ في جَنَباتها ما أسهلَهْ

في كلّ جَنْبٍ عُصْبةٌ… قرآنُها

دَمُنا بـِمحرابِ العُروبةِ رتَّلَهْ

فَـ «يَزيدُ» إنْ ألقَى حديثًا للهَوى

راحَ الذي تَبِعَ «الحُسينَ» فأوَّلَهْ

غُرَباءُ واتَّفَقوا على جَسدٍ لَها

فتقطّعتْ أوصالُها، والرأْسُ لَهْ

هذا العِراقُ عِراقُنا، مَهْما عَلا

صوتُ الطغاةِ، فكلُّ صمْتٍ مرحَلَهْ

هذا النشيدُ لثائرٍ، في صَدْرهِ

حَمَلَ العراقَ وذادَ عنهُ لِنحْمِلَهْ