لباب الحب

منْ حُسْنِ حظِّ الحُبِّ أنّي عاشِقٌ

لأُتِمَّ لِلعشّـاقِ وصْفَ عَذابهِ

وأرومُ كـلَّ قصيدةٍ كُتِبتْ بهِ

كيْ أنزِعَ الأحـلامَ من كُـتَّابهِ

فَلَقدْ مَررْتُ بألفِ قلبٍ ظامئٍ

وعرفتُ أنَّ الماءَ مِلءُ سرابهِ

وركبتُ فُلكـًا للحقيقةِ ملهمًا

ونسيتُ أنّ الوهْمَ مِنْ ركَّابهِ

ما كانَ زيْفًا حبُّ «عَبْلةَ» للفتى

حينَ استباحَ الشوقُ بِيضَ حِرابهِ

كم هالني ما قالَ «قيسٌ» في الهوى

حتَّى حسِبتُ العِشقَ مِنْ طُلّابهِ

وسمعتُ ما همسَت شفاهُ بثينةٍ

لمـّـا «جـميـلٌ» خَـصَّهـا برُضـابهِ

«قابيـلُ» جُنَّ جُنونهُ لمـّا اكتوى

شقَّ التُرابَ مُعاتبــًا لِغُرابهِ

هذا أخي… لكنَّ حُبّي قاتلي

والحُبُّ يا هذا اتِّباعُ طِلابِهِ

يا حبُّ مهلًا، قد أضعنا حُبَّنا

مُذْ غادرَ الشُّعراءُ نَظْمَ عِتابهِ

فتهافَتوا شِعْرًا بكلِّ غِوايةٍ

والقلْبُ مَوْؤودٌ بغيرِ تُرابهِ

كلٌّ يُرتِّبُ لِلفريسةِ دوْرَها

ويسِنُّ نَصْلًا مِنْ بَديعِ كِذابهِ

فالحُبُّ يا أهْلَ الغَرامِ جريمةٌ

فيها الضحايا تستوي بعقابهِ

سَلْ راحلًا كيفَ انطوى برحيلهِ

قلْبٌ لِعاشِقةٍ… تُسائلُ مـا بـهِ؟

سَكَنَ النِّساءَ جميعَهُنَّ مُجرِّبًا

والغَدْرُ صلَّى في سَما مِحرابهِ

وخيانةٌ قد أشْهرت سيفًا لها

لتُغيظَ سيفــًا للوَفــا بجِرابـهِ

ها قَد عَشِقتُ ولفَّني ثوبُ الهَوى

ورَتقتُ قلبي مِنْ حَريرِ ثيابهِ

ورددتُ عمري من عتيقِ كهولةٍ

مِنْ بعد ما ولَّى شِغافُ شبابهِ

فَضّتْ بَكارةَ قلْبِها لأَكونَها

فَسَكنْـتُـهُ… ثُمَّ استَكنْتُ ببابهِ

سأُعلِّمُ العُشَّاقَ أنَّ مَحبَّتي

ماءٌ يَفيضُ على النَّدى بِحُبابهِ

فأنا المتيَّمُ والمولَّهُ في اللِّقا

وأنا غَريمُ الحُبِّ عِندَ غيابهِ

تالّلهِ لو كانَ الهوى مِلْكًا لنا

لتقاسمَ العُشَّاقُ دَوْرَ خَرابهِ

لكنِّـهُ مِنْ حكْمةٍ سَينالُها

مَنْ عافَ قِشْرَ الحُبِّ دونَ لُبابهِ