هجير بارد

يضيقُ الصّدرُ، والدّنيا تَضيقُ

إذا خانَ الوَفا مِنها صديقُ

أَمِنْتُ الماءَ ظمآنًا لكأسٍ

شربتُ فَسالَ في جوفي حريقُ

وداهَمَني الكَرى والنّاسُ صَحْوٌ

فكيفَ العينُ في موتٍ تُفيقُ؟

ينازعُني الغُروبُ سَوادَ لَيل

لهُ شمسٌ.. يؤلّبها شُروقُ

وغضبانًا مَشيْتُ ومالَ نحويْ

رصيفُ الحُزنِ يَعلوهُ الطريقُ

عَبرْتُ هَجيرَهُ والنّاسُ حوليْ

كطوقِ العَبْدِ تَخْشاهُ الرَّقيقُ

حَبَسْتُ الآه في صَدرٍ تلظّى

وصوتُ القلبِ في جَوفي طليقُ

وَجفَّ الوجدُ وانثالتْ دُموعيْ

كموجِ البَحْرِ يَذروهُ الغَريقُ

تَدَحْرَجُ فوقَ وجهِ الحُزنِ سَبْقًا

فَصَحْنُ الخَدِّ يُغْريهِ العَقيقُ