خل السجاير وادن لي غليوني

خل السجاير وادن لي غليوني

أقضي به وطراً من التدخين

وهلم نشرب قهوة عربية

قد صين سر عبيرها لمصون

إني يلذ لي الجلوس مكعوكاً

متقهوياً ومقهوياً من دوني

يا قائد الدرك المدل بشربه

كأساً لقد قرنت بشر قرين

بجنابك العالي ومثلك قل من

يسقى السلاف أجن من مجنون

لا تغترر بتعففي عن شربها

وبنفض ظهر الكف إذ تدعوني

فمواكب الحانات بعض هوادجي

وهوادج الخمار بعض ظعوني

واللّه يعلم أنني بزقاقها

ودنانها المفتون منذ سنين

لو كنت كنياكاً وجندك وسكياً

وشربتكم تاللّه لا ترووني

لا تذهبن إلى معان فما بها

من واضح النشوات غير ظنون

واقصر ملامك إِنني رجل لقد

بالكأس بعت خوابياً من ديني

سل كم شربت ومن علمت وشربها

خمرين خمر طلى وخمر عيون

أيام كنت رقاب قومك حاكماً

حكم الفقيه في رقاق الدين

يا قائد الدرك الملمع سيفه

بالماء والاسفنج والصابون

حسبي من الماضي ومن أَحلامه

ذكرى توامض برقها يشجيني

أَأتتك أبناء الرصيفة تشتكي

قحط الأوانس بعد حور عين

لم يبق فيها ما يحبب قربها

للنفس إلا الكافر العموني

دار الزمان وراح يلعب عابثاً

بصميم تهيامي وقدس حنيني

خل الزمان وشأنه فلربما

كانت رباع الشوق لا تعنيني

وارجع إلى رأس الوظيفة عاجلاً

واعلم بأنك لست بالمأذون

فلرب شاك يأتني متذمراً

ليقول لي بصراحة المغبون

أكبير دولتنا أَتيتك شاكياً

نفراً من الاعراب قد ضربوني

وحياة رأسك والحياة عزيزة

لولا الكتاف وخشية التسخين

لحرقت ديك أبيهم من زمرة

حرقوا بترشاق الحجارة ديني