لانت قناتك للمنون

لانت قناتك للمنون

وقلما كانت تلين

فعفا الحمى ممن أعز

وغادر الأسد العرين

وبقلب عنوان العروبة

والحجا سكن الوتين

صرخ النعي وما كنى

والناس غير مصدقين

أمحرر الشعب الهضيم

وناشر الحق الدفين

ومقيل عثرة أُمة أعيى

النهوض بها القرون

ابن الملوك أبو الملوك

وسيط خير المرسلين

يسطيع أن يودي به

داء وتأسره منون

وتنال منه منية

هذا لعمر أبي ظنون

الموت غاية كل حي

رغم أنف الجاحدين

فأعيذ نفسي كفرها

بقضاء رب العالمين

لكنه الخطب العظيم

يشل وعي المطلقين

ويطيش أحلام اله

داة ويذهل المتأكدين

من أين يترك وقعه

وعيا بمنفى سجين

الموت حق لا جدال

وشكه عين اليقين

والفرض يوم جلاء مقط

عه سكون الجازعين

لو ترتضى سنن الأسى

بخلا التفجع أن ندين

لا يشمتوا ما في ختام

ك مغمز للشامتين

يا رب خذل مثل خذ

لك كان حظ المخلصين

هو آية النصر العزيز

وغاية النصر المبين

كم سيد قاد الشعوب

وساسها في الغابرين

قد خاله أَبناء عصره

في عداد العاثرين

ظنوه لم يبلغ بهم

شأواً بتعظيم قمين

حتى إذا كر السنين

جلا غشاوات العيون

عرفوه في أوج اله

داية من صفوف المصلحين

ورأَوه والظفر التليد

جناه بين الفاتحين

فتسابقوا عن جهلهم

وعقوقهم يستغفرون

هذا يؤلههه وذاك

يعده في المرسلين

علمتنا كيف الفن

اء بحب أمتنا يكون

وأعز ما ملكت يدان

وما يعز المالكين

في نصرة المثل العلية

كيف يجدر أن يهون

غامرت بالتاج الثمين

تصون بالعرش المكين

المسجد الأقصى وحق

بني أبيك بفلسطين

لا غرو أولى القبلتين

ان اصطفيت لها خدين

ما زلت بين حماتها

في السابقين الأولين

أأصبت أم أخطات في

مسعاك نهج المحسنين

شأنان لن يعنى

بمثلهما مؤرخك الرصين

يكفيه أنك كنت

عف النفس وضاح الجبين

لم تشر إذ بلفور

سامك موطناً دنيا بدين

يا ناهجاً في الملك نهجاً

ما عداه متوجون

أرأيت كيف العرش حف

بربه المترزقون

فأتته معرفة الأمين فضل

معرفة الخؤون

حتى إذا صح الصحيح

ومحص الذهب القيون

وأماط عصف الحادثات

هزال من ظن السمين

هب الذين عليه أمس

تكأكأوا يفرنقعون

فأتاك أَن وفاءهم

لخلا نضارك لن يكون

ما كان نابليون يوم عن

المواطن قد أبين

أوفى بذمة قومه

من منقذ العرب الأَمين

حتى أستحق رعاية

من رهطه والمخلصين

فتواثب الأتباع غصة

أسرة يتناهبون

وتألبوا بالألب ح

ول شماله وعن اليمين

ما فيهم إلا عب

اقرة الملاحم والزبون

ما آثروا نقض الع

هود وإن يظلوا منعمين

بل فضلوا أسر الوفاء على

القيادة ناكثين

في حين أنت به بقبرص

لا خلبل ولا خدين

إلا شجى الذكرى وغص

ات التلفت والحنين

لمرابع عنها تسائل

زائريك بكل حين

كيف القويرة والشراة

وكيف سهل بني عمون

وجبال أيلة هل بها

كلأ يسر الزائرين

ما بعد جنات النخيل

مسرة للناظرين

أين الذين بمخلوانك

بالعشي يرابطون

وهتافهم ما رن

أصفرك الأغر له رنين

لو قلت إنك ربهم

لرأيتهم بك مؤمنين

والتاج أضيع ما

يكون مؤيداً بمنافقين

كالعضب تثلمه الغضاض

ة بالحمائل والجفون

هل ثغر ليماسول أقرب

عندهم منه الحجون

فأتوك أيام الحجاز

بكل يوم وافدين

عن حبهم وولائهم

ووفائهم لك معربين

حتى إذا انقلب لزمان

عليك آضوا خارجين

فإذا الذين عليهم أَقبلت

عنك المدبرون

وإذا بأحفظهم يخون

وإذا بأصدقهم يمين

وإذا بمن أنكرتهم

بشجى مصيرك يشرقون

عبراً بلوت أبا الملوك

فعظ بواقعها البنين

صلى الإله عليك يا

ابن الطيبين الطاهرين

وعلى الذين قضوا بعهدك

للعروبة عاملين

في ساحة الشهداء من

فيحاء دينهم تدين

في الرمل من بيروت في

عكاء في مضض السجون

في الغوطتين وفي العراق

وفي مشارق ميسلون

شم المعاطس مجدهم

في المجد منقطع القرين

عذراً إذا رحل الحسي

ن إليهم في المسرعين

ليعيش بين الخاملين

ويقيم بين الميتين

والموت قد ألقى إليه

بصولجان الخالدين

إن الحسين لفكرة

صدر البقاء بها ضنين

لا بالغ كر الردى

منها ولا فر السنين

فليتق اللّه الألى

هرعوا إليه يؤبنون

إن الرثاء به أَحق من

الفقيد الفاقدون

يا راية نشر الحسين على

الكماة الدارعين

فأتوا لنصرة رمزها

من كل حدب ينسلون

وتواثبوا في ظلها

حوض الردى يتواردون

ما الموت جد الموت

يوم مثار نهضتهم مجون

عقد الزمان لهم لواء

الفتح حيث يحاربون

فانظر إلى الأَتراك في

عرض البلاد مقهقرين

وانظر إلى الصحراء تزخر

بالذين هم الذين

وبكل بيت شرحبيل

وبكل حي أرطبون

أسد المفاوز ما ثنتهم عن

معاقلها الحصون

حتى اشتروا بدمائهم

حرية الوطن الغبين

وبنيه واستقلالهم

لولا حبائل مكمهون

يا رايه قد كان هذا

شأنها في السابقين

من بعد مولاك الحسين

حمى جلالة من يصون

للّه مما قد قض

اه اللّه إنا راجعون