ما أظلم الوجود يا عبود

ما أظلم الوجود يا عبود

لولا شعاع للمنى يرود

أَرجاء عمر مجه الوجود

ومعدن جوهره العنقود

لو ذاق منه الأغنم البليد

وكان لا يبدي ولا يعيد

لآض وهو البلبل الغريد

كم مهمه ضاقت به الجنود

ذرعاً فغير الذعر لا تجيد

لم يثنني عن سيره تنديد

وبيده تضل فيها البيد

على أغر عوده صليد

إرقاله سيان والوخيد

عشمشم وما له محيد

من سبل يسلكها الرشيد

حتى إذا بلغت ما أريد

وعدت لا تعثر بي الجدود

لمشمخر ركنه وطيد

عز به الآباء والجدود

وذل فيه الابن والحفيد

بسعي أسيادك يا عبود

عاد فؤادي شوقه العتيد

هوى قديم رثه جديد

تبيد أيامي وما يبيد

هيهات يوم قد مضى يعود

ما جويت بحرها الكبود

فحسبك التذكار والترديد

اللّه ما أَظلمه الوجود