ما ذم شعرك إلا معشر سمج

ما ذم شعرك إلا معشر سمج

في حلبة الذوق إن أرسلتهم عرجوا

لو كان فيهم من الانصاف منقبة

ما استنكروا لبسك البنجور يافرج

إن التمدين في بغداد آيته

زي به عابك الغوغاء والهمج

ففي السموكن والبنجور مكرمة

بغيرها الناس في الزوراء ما لهجوا

وفي العراق على أكتاف بزتها

للقوم قامت على تبريزهم حجج

فقل لشانئ ريدنجوتكم سفها

هذا الرقي الذي ما شابه عوج

وعج بقلبي على مغنى يجن به

فما عليك إذا أسعدته حرج

إني وإن كنت حراً ذا محافظة

عبد العيون التي في شكلها دعج

جآذر الحي من غسان ليس لنا

عند انتجاع الهوى عنكن منتهج

تاللّه إن الصبا لفح السموم إذا

ما فات هباتها من مأدبا أرج

والدر إن لم يك الأردن معدنه

فمنه خير بعين المنصف السمج

يقول عبود من يترك وظيفته

طوعاً فمجنون في أعصابه هوج

يا شيخ يا شيخ خل العقل ناحية

فهذه أزمة هيهات تنفرج

إن لم يذد عن حياض القوم صاحبها

ويحرس الحق فيهم فاتك لهج

لا يحمد الورد إلا النذل من قلب

عدا على أَهلها الإملاق والأَمج

إنا نيام وأنتم مغمضون على

قذى فماذا عسى يأتي به الفرج

فليبك من شاء من يأس يكابده

ولتنفطر من أسى أفلاذها المهج

فاسترفد الخير من بيت ببادية

نار القرى فيه إن يمس المسا تهج

بيتاً من الشعر يكفي الضيم صاحبه

أنف حمي وليس الباب والزلج

عهدي برغدان أحرار إذا نهضوا

لنصرة الحق لم يدم لهم ودج

ما بالهم لا أدال اللّه دولتهم

لا ينبسون وإن أنطقتهم ثبجوا

أَليس لولاسنا رغدان ما انكشفت

في ليل عمان عن أضوائها سرج