يا جيرة البان ليت البان ما كانا

يا جيرة البان ليت البان ما كانا

ولا عرفنا بوادي السير خلانا

أو ليتنا كلما طاف الحنين بنا

وسامنا من ضروب الوجد ألوانا

وعادت النفس تذكارات صحبتكم

تسطيع تعزية عنكم وسلوانا

يا جيرة البان هيهات الشباب فقد

حالت مسراته برحاً وأشجانا

وبدلته الليالي من تمرده

على التقاليد تسليماً واذعانا

وأخلقت خيبة الآمال جدته

وشوهت سفره متناً وعنوانا

فبات كالقبر في قفر توهره

يجاذب الليل والأرواح أشطاتا

وأقفر القلب إلا من رسيس جوى

يكاد أن يوقر الأحشاء هجرانا

ومن بقية احساس وعاطفة

تنم عنها دموع الشعر أحيانا

فانظر مغانيه كيف الأنس أنكرها

وكيف ما عاد دوح العمر فينانا

وكيف أصبحت لا أهتم هل نزلت

عمان أم غادرت لمياء عمانا

ولا أبالي أركب الهبر شرفها

بالأَمس أم ركبه عن أرضها بانا

أصبحت أمساً ويأساً فادن خابيتي

أسبح الكاس أو أستغفر الحانا

وقل لعبود إن أنحى بلائمة

لا تبذل الوعظ يا أستاذ مجانا

فالقوم قومي وهذا موطني وأنا

من تالدي أسأل الغوغاء احسانا

والناس كالكاس رجس والوجود كما

أيقنت حملانه بالفتك ذؤبانا

والكون غيل لعمري لست فيه أرى

غير السعالى تناجي اليوم غيلا

فأم طنوس قد ضاقت بصحبتنا

ذرعاً وذابت حياء من بقايانا

أبعد هذا أجب يا شيخ هل حرج

علي إِما قضيت العمر سكرانا

وكيف باللّه ربي سوف يمنحني

وهذه قصتي عفواً وغفرانا

يقول عبود جنات النعيم على

أبوابها حارس يدعون رضوانا

من ماء راحوب لم يشرب وليس له

ربع بجلعاد أو حي بشيحانا

ولا تفيأ في عجلون وارفة

ولا حدا بهضاب السلط قطعانا

ولا أصاخ إلى أطيارنا سحراً

بالغور تملأه شدواً وألحانا

ولا بوادي الشتا تامته جؤذرة

ولا رعى بسهول الحصن غزلانا

ولا تأردنه يوماً بمحتمل

ولا لتقديسه الأردن امكانا

إن كان يا شيخ هذا شأن جنتكم

فابعد بها إنها ليست بمرمانا

وقل معي بلسان غير ذي عوج

لا كنت يا جنة الفردوس مأوانا

يا سائل البان عن أصداء أنته

حيناً وعن رجعها يا سائلاً آنا

لو أن رجع الصدى يغني تساؤله

من شفه لاعج يشجي لأَغنانا