يا شارب الخمر بغير ماء

يا شارب الخمر بغير ماء

إن قلت عنها ليس بالعصماء

فأنت عين قلة الحياء

من قال عنها ليس بالعصماء

لا يفرق الشهد من القذاء

وإنه مذبذب مرائي

وإنها العصماء يا أسماء

ينشدها الأمي والقراء

جوهرة قائلها حصباء

قد نضبت من غده الصهباء

فكيف يا أصحاب لايساء

والتف داء ما له دواء

إلا الذي ما ذاقه عبود

أعني به الكنياك يا بليد

معتق لا ينفع الجديد

والحر ان يشتد أو يزيد

عليك بالبيراء يا مستاء

للونها في كأسها صفاء

إن الفقاقيع لها لأَلاء

ما لمعت لا يسخن الهواء

شاربها لا تقرب الضراء

يحسب ان صيفه شتاء

كقارئ الشعر قد الخطيب

لفقه واستحسن الطبيب

وهو كلام بارد كئيب

ليس به معنى له يصيب

مهما استقص الجهبذ المصيب

ككل شعر قاله فؤاد

أفضل ما فيه هو البراد

ينظم منه الأحسن الأولاد

أما الذي تنفطر الأَكباد

منه فقول سامع يعاد

فؤاد يا فؤاد يا فؤاد

تبهدلت بما نظمت الضاد

وبعد يا عبود فالوجود

حتى على الملوك لا يعود

بغير ما لا حجمه يزيد

عن أذرع عديدها محدود

والملك لا يغني ولا يفيد

إن حم أَمر اللّه يا عبود

والجاه والسلطان والنقود

ثانية بالعمر لا تزيد

فليتعظ بذلك الجحود

وليرتض بالنقص مستزيد

فالموت لا يفرق يا عبود

بين الورى وعنه لا يحيد

قصير عمر المرء والمديد

إن كنت في وعظك لا أزيد

أَوشك أن يسافر البريد