رابيات الوعد

على رابيات الوعد تشمخُ خيبتي

إذا أبصرتْ حظي تودُّ احتلالَهُ

جوادي يثير النقع في كبد الوغى

و يكتم عني أن ألاحظَ حالَهُ

حسبت إيابي من عواصف رحلةٍ

له هامش في الطين يطوي احتمالَهُ

أنا خفقة لا تعرف الطير كنهها

و لم يُلْقِ عنها الطين يوما سؤالَهُ

تحنُّ نياقي تحت غائلة النوى

و يحرمها سَمْتُ الطريق ظلالَه

أجازف بالأشجان تنهش أضلعي

كأن دمي شاء اللهيبُ اغتيالَهُ

ألا ليت شعري ما تكون هواجسي

لقد أضمرتْ للسهْد ضدي افتعالَهُ

سأفتح للغيم الجميل نوافذي

و أسكب في غي النهار ضلالَهُ

عساه إذا ما طاف حول روضة

يظن بأن العشب يهوى غزالَهُ

إلى أن يفيض العشق طيَّ شغافه

و يغرس في الحلم السعيد خيالَهُ

و يتخذ الآلام أحلى رفيقة

و من صبرِ أيوب المتينِ مثالَهُ

سئمت من الأشجار حين يطالها

سحاب سخيفٌ ليس تأبى انهِمالَهُ

يسوم نواحيها جنونا و تنتشي

كجرح رأى العدوى تقوِّي اندمالَهُ

فلست أداري الصخر مات كلامه

و لست بناسٍ للَّئيمِ مقالَهُ

لتحْيَ حروف الورد في وجه صفحةٍ

تؤثث فيه للوجود جمالَهُ

و تذبحُ في أحشائه القبحَ عندما

ترى القبْحَ يُذْكي للوجودِ اختلالَهُ