رحيل

يا وحشةَ الطرقاتِ

لا خبرٌ يجيءُ من العراقِ

ولا نديمٌ يُسكرُ الليلَ الطويلْ

مضت السنينُ بدون معنى

يا ضياعي

تعصفُ الصحرا وقد ضلَّ الدليلْ

لم يبقَ لي من صحبِ قافلتي سوى ظلّي

وأخشى أن يفارقني

وإن بقي القليلْ

هل كان عدلٌ أن يطولَ بي السُّرى

وتظلُّ تنأى أيّها الوطنُ الرحيلُ

كأنَّ قصدي المستحيلْ

نفثتْ بي الأحزانُ كلَّ سمومها

فرفعتُ رأسي للسماء صلابةً

ورسمتُ رغم السمِّ

من عودي لها ظلاً ظليلْ

وتحاولُ الأيّامُ

ممّا جرّعتني اليأسَ

ثم هضمتهُ أملاً

تضاعفُ جرعتي

فأضاعفُ الصبرَ الجميلْ

إني أرى يومَ انتصارِ الناس

رغمَ صعوبة الرؤيا

وأسمعُ من هتافي في الشوارعِ

سيّما في ساحةِ التحريرِ

نخبكَ يا عراقُ

وليسَ ذي أملٍ كليلْ