قافية الأقحوان

ها أنا أهتز كالريشة في وجه السماوات

ولكن لا تراني

ليس في قافيتي إلا ارتجاف الأقحوان

ينهض الشوق معي عاصفة

حين أناجيك على قطرة ماء

ذات رجع أرجواني

أنا ما أطبقت جفني

فكيف احتلمت عيناي من رجّة

نهد زغب يضع ثواني

أيقظتني زهرات النور

تكتظ على شباكك العلوي

مما نهدك القمحي في الليل من الضك يعاني

ها أنا ثانية أهتز عشقا ً لسماواتك

هل أنت تراني ؟!

أم ترى أنت تجافيني

لكي يخلص من شاهدة الطين كياني!

أنت تدري حينما الحالات تشتد على الصوفيّ في الليل

ولا تخلو به ماذا يقال…

أي إثم ٍ…

أسمع أصوات العصافير التي لم تتزوج

ورحيق الورد

لا أمكث إلا ليلة الدخلة في الحب

على سبع زواجات غزال

أتراهم يفهمون النمش الأحمر

في جلد إناث البرتقال؟!

أضع النبع بجيبي …

ومظلات صغار الفطر

والثاءات طرا ً

إنها مصرف جيبي

ولقد أصرف ممنوعا ً من الصرف

وإن قيل محال

إصبعي إبن غزال

فدعيه بين نهديك ينام الليل

حتى يتشهّى أن يفيق

قد منحت العشق ما عندي

وما زلت أنا والعشق في بدء الطريق

لا تـُجمِّع ثلجك الليلي من حولي

فإني أحوج الناس إلى الدفء

وهذي غربة جنّبك الله رزاياها

جليدٌ في حريق

ليس من امرأة إلا تـَشهّيت

رحيق الزنبق السوري في ضحكتها

واجتمعت روحي على قمة نهديها

كآلاف ذكور المنّ والسلوى

على دفءٍ صغير

أنا في الحب صحيحٌ إنما لست خبير

كثر النمّ وإن بالصمت ما بين بني الإنسان

هل لاحظت نمّا ً بين أبناء الحمير؟

آه ٍ من قطرة طلّ ٍ سقطت في كأسي الفارغ

كم من خمرة ٍ قد خلقت فيه

وكم من خطوة للزهد جرّتني من أذني

إلى حانتك الكبرى وفي الحالين مولاي دعاني

ها أنا أهتز في البرد بلا ريش ٍ

على عرض السماوات

ولكن لست أدري أي كمّ ٍ تافه أنت تراني

أي حساسية تهرش في جلدي إذا

لم أرتشف من بارد الريح ومن كل الأواني

آه ٍ كم عذبني جسمي على روحي

وصاحت بي أرحني سيدي خمس ثواني

أيها الخـَيّام

يا من أغرقت خمرتـَك الريح

أنا أخشى سكون الريح

أن تغرق قمحي

ولذا أرفقت كفيّ على بلورها

أسمع أجراس الرحيق

هائما ً أستقرب النار

لألقى جنة الصفح

فإن الجنة الأخرى بها يجتمع السذج

والمرضى من الكبت

ومن خافوا إلى الله الطريق

كنت فيما يحلم الحالم ماءا ً رائقا ً

حدق فيه الكون حتى صار للماء

نصالا ً من عبير جرَحت قلب غزالة

ذلك الجرح أنا تسمعني الأذن احتمالا ً

إنما تسمعني الروح عميقا ً في الدلالة

مذهبي أفتح شباك الثمالة

ها أنا أذهب عريانا ً الى ساقيتي الأولى

ففيها قد تهادت سفني الأولى

وقد حمّلتها كل الذي أملك من الحب

وكانت بعضها يرجع ضد الماء للعبد الفقير

أين ذياك الغدير؟

أين ظلي في السواقي ورؤى قلبي تصلي

وحصيرٌ كان في الدنيا سريري

أكثير أنني أملك في الدنيا حصير ؟!

أين لِعبي وأنا من غصن زيتون لزيتون أطير؟

أين نومي ؟ يومها كنت أنا النوم

بلا إيقاع ِ قلبي كان لا يغفو الكثير

راجعا ً من تعب اللعب قد اكتظ بي الله

وأغفو ، لم تزل في أذني رائحة الريح

وأصغي قلقا ً إن سَكتت ساقية

أو كفّ في البحر الهدير

كنت أستكمل مجدي ساعة الصبح

بتيجان ٍ من الفلّ كأني مرسل

من هذه الأرض الى الكون سفير

أين أنت الآن يا من

لم تكن تتركني رفة جفن ٍ

إنني أبحث عن وجهك

في كل زهور الحقل

كم نحن اختبأنا تحت سعف النخل

نحكي قصصا ً عن غيهب الكون الخطير

نضَبت ساقية العمر

وأمشي الآن محنيا ً ولا أدري لماذا

لم يصلني خبرٌ عن سفني الأولى

تراها غرقت ؟

أم أنها تسعى لميناء ٍ أخير

ها أنا أرفع وجهي لسماواتك

لكن لا أرى شيئا ً

وها أنت تراني فأنا الآن ضرير

أترى يبصر من لست أراه؟

أم ترى لغزك مما عجزت عنه عقول الخلق

في غيهب كأس ٍ ينجلي

كم أنت في السرِّ وفي الكشف خطير

وسؤالي…

من هو المسئول عن محنة ما مَرّ؟

وما يجري وما يرسم ؟

واعذرني إذا أغرقتُ في الخمر فؤادي

هكذا البدء إذن كيف المصير؟

ما تجرأت ولكن أنت قد جرأتني

أنك لا تغضب من أي سؤال واحتجاج ٍ

بينما قاضي قضاة الشرع مولاي نهاني

هو لا يفهم فقه العشق

هو لا يفهم فقه القلب

لا يفهم كم أنت رؤوفٌ واسع الرحمة

تستقبل حتى مخطئا ً أخطأ عن طيبة قلبٍ

واحتسى من كأسك الثرِّ في غضاة المعاني

ها أنا أبصر مولاي

وزدني بصرا ً كي يطمئن القلب

هذي قالها قبلي نبي ٌ

وأنا لست نبيا ً

إنما شاعر عشق وضياء ٍ وأغاني

شاعر للناس ألا ييأسوا

أحكي وإن فكر بعض الناس

يحتزّ لساني