عسى تعرف العلياء ذنبي إلى الدهر

عسى تعرف العلياء ذنبي إلى الدهر

ومن عادة الدنيا مطالبة الحر

لحى الله أياما تصول على الفتى

وما زال شأن الدهر للضر والقهر

وقد علمت قوم بأنك تاجها

ولو أنها حلت ذرى الأنجم الزهر

وقد صرت للدنيا وللدين موئلا

وحاشاك أن تنسى جميلا من الذكر

مكارم قالت حين تنهل هل أتى

بهذا على الإنسان حين من الدهر

فلا زلت بحرا للمكارم زاخرا

معاليك في مد وشانيك في جزر

بذكر له يختال القريض وتنثنى

قوافيه في كبر على سائر الشعر

فيا ربنا فانصر عرابي على العدى

وعسكرنا السامى على كل ذي شر

وجد كرما بالنصر منك لأحمد

له الله راع قد تكفل بالنصر

ونحن حماة بالمدافع والقنا

وبالمال والتدبير والعسكر المجر

فما انفك حتى أيد الله حزبه

وأشرق وجه الأرض جزلان بالبشر

وولى بنو الأفرنج بين هزائم

وحلت بأهل البغى قاصمة الظهر

وكم من عداة قد رماها بعزمه

وفتح يحل المغلقات من الأمر

يهز سيوف الهند وهي جداول

فتقذف في أمواجها شعل الجمر

وليلة غزو للعدو كأنها

لكثرة من أردى بها ليلة النحر

بجيش كمثل الليل هولا وهيبة

وإن زانه ما فيه من أنجم زهر

وباتت جنود الله فوق ضوامر

بأوضاحها تغنى السراة عن الفجر

لقد فاق أيام الزمان بأسرها

وأبدا حديثا عن حنين وعن بدر

وإني لمرتاح إلى كل قادم

إذا كان من ذاك الجهاد على ذكر

فيطريني ذاك الحديث وطيبه

ويفعل في ما ليس في قدرة الخمر

وأصغى إليه مستعيدا حديثه

كأني ذو وقر ولست بذي وقر

فدم لاقتناء المجد في أكمل المنى

وفي أرفع العلياء وفي أمجد النصر