ملوك الجن

دَمّي عليَّ من الثرى يا غانية

بالأمس ما أبكاكِ قد أبكانِيَهْ

لصبيةٍ عمريّةٍ مضريّةٍ

أدركْتُ أسرارَ الثرى في ثانيَةْ

وقرعتُ أبوابَ السماءِ مُهلِّلاً

وهتَكْتُ أستار الملوكِ علانيَةْ

عَرَفَتْ ملوكُ الجنِّ ريحَ عِمامتي

ونَكَحْتُ منهم سبعةً وثمانيَةْ

ودفنتُ قرْطاً في صفيحةِ قرْمَدٍ

وشرِبْتُ من دمِ ذي الصواعِ بآنِيَةْ

ولقد نُصِرْتُ بدعوةٍ من والدي

شيخٌ على حبسِ الحِمى أسمانيَهْ

أو لم تكن تدري نُوارُ بأنّني

أُعْطي إذا ربُّ الملا أعطانيَهْ

أو لم تكن تدري نُوارُ بأنّني

أُسقي كؤوسَ المُرِّ من أسقانيَهْ

أو لم تكن تدري نُوارُ بأنّني

أُثني لكلّ عظيمةٍ أركانيَهْ

أو لم تكن تدري نُوارُ بأنّني

لا يشتكي ضرب الرقابِ سِنانيَهْ

أو لم تكن تدري نُوارُ بأنّني

أعلو إذا ودَقُ السحابِ علانيَهْ

أو لم تكن تدري نُوارُ بأنّني

أنِفٌ وعن ما لا يُعِزُّ حشانيَهْ

أو لم تكن تدري نُوارُ بأنّني

فكّاكُ خوْلةَ مجلسٍ تنخانيَهْ

أو لم تكن تدري نُوارُ بأنّني

مطلوبُ أوّلَةٍ ومطْلَبُ ثانيَةْ

مولودُ تاسعةٍ ووالدُ تاسعٍ

قطّاعُ قفرٍ لا يلينُ جنانِيَهْ

ليثٌ إذا عضَّ الزمانُ بنابِهِ

غيثٌ إذا هبّتْ عليّ يمانِيَةْ

أدنو لكلّ مجنّدٍ بمهنّدٍ

وتعارَفَتْ قُضُبُ السيوف بنانيَهْ

نزّالُ أودِيَةٍ تعجُّ سِباعُها

لا أرتضي في النائباتِ هوانيَهْ

متأبّطٌ يوم الكريهةِ صارماً

هضْبٌ إذا فَدْمُ الحِرابِ كسانيَهْ

وحجابُ عارِيِةٍ أجابِ لصوتِها

فخَضَبْتُ منه الروح حينَ دهانيَهْ

ولقد حضَنْتُ الموتَ دونَ حبيبتي

وكَرَرْتُ بين الطارقاتِ حِصانيَهْ

أقْدَمْتُ مُعتَمِداً على ذي عِزّةٍ

فحَمَى حصانيَ منهُمُ وحمانيَهْ

سبحانَ من خرّتْ لهَيبةِ مُلْكِهِ

جِنُّ البرابرِ وانْجَلَتْ أحزانيَهْ

فكأنني بالرمحِ أضرِبُ قائلاً

الأرضُ أرضي والزمانُ زمانيَهْ

نحن الفراعنةُ الشدادُ تخالُنا

من بأسِنا يوم اللقاءِ زبانيَةْ

شُعْثُ المفارقِ لم أكُنْ لأَسُودَهُمْ

لو لم يرَوْا سمَطَ الدُّخَانِ غشانيَهْ

من خيرِ عامِرَ كلّها في منسَبٍ

الأصلُ أصليَ والكيانُ كيانيَهْ

لي في عُلاَ عُليا سُبَيْعٍ منزِلٌ

أُفْضِي إليهِ إذا الزمانُ رمانيَهْ

وبنو عمومتنا السهولُ فإنهم

رفعوا من اللبناتِ كل مُدانيه

الدهرُ يومان فيومٌ فيه

ألقاني ويومٌ فيهِ ما ألقانيَهْ

أتُلامُ؟ نفسٌ في قناعَتِهَا وقد

أزِفَ الرحيلُ وكُلُّ نفسً فانيَةْ